بنظرة بسيطة على عدد العاملين بكل لجنة من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم نجد أن لجنة الانضباط عدد العاملين فيها أقل من عدد أغلبية العاملين باللجان الأخرى. وهذا يقودنا لسؤال عريض مفاده هل لجنة الانضباط والتي عدد العاملين فيها أربعة أعضاء فقط قادرة على ضبط كرة القدم والسيطرة عليها من التجاوزات وهل اللجان ذات العدد الأكثر أهم من لجنة الانضباط؟! فلو افترضنا تقسيم مشاهدة اللقاءات بالتساوي بين الأعضاء وعدم الاعتماد على تقارير الحكام ومطالبات الأندية لتحقيق مبدأ العدالة بين جميع الأندية لأصبح على كل عضو من أعضاء لجنة الانضباط خلال الجولة الواحدة متابعة ثلاثة أشواط. وبذلك طبيعي أن تكون الإجابة على سؤالنا العريض لا تخرج عن أن لجنة الانضباط غير قادرة على الالتزام بتطبيق الأهداف التي من أجلها هي موجودة. فلجنة لا تستطيع متابعة كل لقاء كيف لها أيضاً متابعة البرامج والإذاعات والصحف وما يمرره من هم تحت سلطتها. وإلى هذه اللحظة لم أتحدث عن أهمية تخصص العاملين باللجنة وكفاءتهم وأمانتهم ومصداقيتهم وحياديتهم وفهمهم للوائح وكيفية تطبيقها التي لا تقل أهمية عن العدد. فما أريد الوصول إليه هو أنه بهذا العدد لا يمكن لهذه اللجنة أن تؤدي أدوارها وفرض هيبتها على الوسط الرياضي. فما يحدث من تباين في القرارات يظل طبيعياً جداً طالما أنه لا توجد سياسة واضحة في متابعة الأحداث الرياضية السريعة جداً. وحتى أكون بعيداً عن التنظير سأضع حلولاً لتكون لجنة الانضباط أكثر فعالية وأكثر قابلية. والحلول أراها في دقة اختيار الأعضاء بعيداً عن المحاباة والميول، وزيادة عدد العاملين باللجنة، والتركيز على فئة الشباب، لأنها الفئة الأنشط والأقل انشغالاً، والسعي التام لتفريغ العاملين، وأن يكون العمل بنظام الدوام لا بنظام الاجتماعات للقضاء على بطء القرارات. وأيضاً عدم الاعتماد على شكاوي الأندية والحملات الإعلامية، بل المتابعة الذاتية من اللجنة لكل ما يحدث في كرة القدم، والعمل على تثقيف المجتمع الرياضي بلوائح الانضباط التي يجب أن تكون واضحة وشاملة وغير قابلة للتأويل. فالانضباط متى ما طُبق بالشكل الصحيح سيساهم في تطور كرة القدم وسيساعد في تفرغ كل مختص بعمله بعيداً عن الشوشرة والمشاحنة والبغضاء. وبقي أن أشير بأن لجنة كالانضباط يجب أن تكون جهة تدافع عن الحكام بعقابها لكل شخص يتعرض لهم، فالحكام في أغلب دول العالم لهم هيبة بفعل القانون، فقوة لجنة كالانضباط تؤثر في بقية اللجان والعكس صحيح