خضع 800 طالب بإحدى اكبر المدارس الثانوية بمحافظة الاحساء لسلسلة من اختبارات السكر والسمنة وقياس كتلة الجسم وضغط الدم أجرتها جمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية، فسجلت نتائجها إصابة اثنين في المئة بداء السكري من دون علمهم، بعضهم سجلت لديه معدلات مرتفعة من المرض تصل إلى 500 ملغم/دل، وبحاجة إلى إحالتهم للمستشفيات للمتابعة. وأوضح أمين عام جمعية السكر الدكتور كامل سلامة، أن هذه الاختبارات أجرتها الجمعية، بعدما وقعت مذكرة تفاهم مع إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية للكشف عن السكر والسمنة لدى طلاب المدارس بالمنطقة والمحافظات التابعة لها، مشيراً إلى أن هذا التحرك يأتي بعد أن وصلت نسبة السمنة بين أطفال المملكة إلى 14 في المئة، ونسبتها لدى الرجال 35 في المئة، والنساء 50 في المئة. وكشف في الوقت نفسه، أن إحصاء علاج البدناء في المملكة اظهر أنه يكلف أكثر من 500 مليون ريال سنوياً، بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر زيادة الوزن، ولعل أكثرها مرض السكري الذي ينتشر بشكل كبير بين البدناء. وفي السياق نفسه، أكّد سلامة، أن الجمعية أنهت دراسة مشروع "المدرسة الصحّية" لتعزيز صحّة الطلاب والطالبات والهيئات التدريسية، ويهدف المشروع إلى جعل المدارس بؤر للتثقيف الصحي للطلاب والطالبات والهيئات التدريسية ولجان الاباء والامهات. وقال: "هو مشروع يُحفّز المدارس على أخذ خطوات علميّة بهذا الاتجاه مثل القيام بقياس أوزان وأطوال الطلاب والطالبات ومعرفة منحنى نموهم ثم قياس مستويات سكر الدم وضغط الدم للذين يعانون من السُمنة وتشجيع الطلاب والطالبات على تناول الإفطار الصحّي في المنزل قبل التوجه للمدرسة وإدخال العديد من الأغذية الصحية في مقاصف المدارس وتشجيع ممارسة التمارين الرياضية أثناء وبعد اليوم الدراسي وإدخال الإرشادات الصحّية والغذائيّة في المنهج، ويشمل البرنامج تَبنّي الهيئات التدريسيّة للسلوكيّات الصحّية ومحاربة السُمنة والسكري لديهم وأخذهم كنماذج صحّية يحتذى بها الطلاب والطالبات". وأشار رئيس لجنة التثقيف الصحي الدكتور باسم فوتا، إلى أن منهاج التغذية الصحي للطلاب والطالبات قابل للتطبيق ويُعلّمهم أهمية التغذية وكيف يقومون بالتسوّق الصحّي واختيار طعامهم المتوازن على نموذج "طبقي" وكيف يقرؤون ملصق المعلومات الغذائية ويحرصون على النعمة وعدم هدر الطعام وتناول الأغذية المفيدة لأجسامهم وعقولهم والتي تُحسّن من الآداء الدراسي وتعمل على تقوية المناعة والعظام وتقلل من خطر إصابتهم بالسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب. وقال إن البرنامج يتكوّن من حلقات عدة، يتعرّف الطالب والطالبة من خلالها على العادات الغذائية السليمة وكيف يُقلّل من تناول الملح والدهون المشبّعة والعصائر والمشروبات المحلاة والحلويّات والفطائر والمعجّنات الدسمة والشحوم الحيوانية إضافة إلى تناول الأغذية الغنيّة بالألياف الغذائية والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم والخالية الدسم وبعض الاستبدالات الصحية للأطعمة.