كشفت سلسلة اختبارات أجرتها جمعية السكر والغدد الصماء في المنطقة الشرقية أخيراً، التي شملت 800 طالب في إحدى المدارس الثانوية بمحافظة الأحساء، عن أن اثنين في المئة من الطلاب مصابون بالسكري ولم يتم اكتشاف إصابتهم من قبل، وارتفاع نسبة السكر عند بعضهم، إذ وصلت إلى 500 ملغم/ دل، وسيحوّلون للمستشفيات لمتابعة حالاتهم. وأوضح الأمين العام لجمعية السكر الدكتور كامل سلامة أن الاختبارات التي أجريت لتحديد مستوى السكر والسمنة وقياس كتلة الجسم وضغط الدم، جاءت بعد توقيع مذكرة تفاهم مع إدارة التربية والتعليم بالشرقية، للكشف عن السكري والسمنة بين طلاب المدارس بالمنطقة والمحافظات التابعة لها، وعدّد أهم أسباب السمنة وأبرزها «الإفراط في الأكل وبخاصة الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية والأكل بين الوجبات وقلة الحركة». وحذر سلامة من بعض الوجبات التي تقدم في المقاصف المدرسية و تحوي «كمية عالية من الدهون مثل: الشوكولاتة والبطاطس المقلية والمشروبات الغازية». وذكر أن المشروع يهدف إلى «جعل المدارس مكاناً للتثقيف الصحي للطلاب والطالبات والهيئات التدريسية ولجان الآباء والأمهات، ويُحفّز المدارس على أخذ خطوات علميّة بهذا الاتجاه مثل القيام بقياس أوزان وأطوال الطلاب والطالبات ومعرفة منحنى نموهم ثم قياس مستويات سكر وضغط الدم للذين يعانون من السمنة». وأكد نيتهم «تشجيع الطلاب والطالبات على تناول الإفطار الصحّي في المنزل قبل التوجه للمدرسة، إضافة إلى إدخال الأغذية الصحية مقاصف المدارس، والتشجيع على ممارسة التمارين الرياضية أثناء وبعد اليوم الدراسي، وإدخال الإرشادات الصحّية والغذائيّة في المنهج»، لافتاً إلى أن البرنامج يشمل «تَبنّي الهيئات التدريسيّة السلوكيّات الصحّية، ومحاربة السمنة والسكري لديهم، وأخذهم كنماذج صحّية يحتذي بها الطلاب والطالبات». بدوره أوضح رئيس لجنة التثقيف الصحي الدكتور باسم فوتا أن «منهاج التغذية الصحية للطلاب والطالبات قابل للتطبيق، إذ يُعلّمهم أهمية التغذية وكيفية القيام بالتسوّق الصحّي واختيار طعامهم المتوازن على نموذج «طبقي»، وكيف يقرؤون ملصق المعلومات الغذائية ويحرصون على النعمة وعدم هدرها، وتناول الأغذية المفيدة لأجسامهم وعقولهم التي تُحسّن من الأداء الدراسي، وتعمل على تقوية المناعة والعظام وتقلل من خطر إصابتهم بالسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب». ويتكون البرنامج من حلقات يتعرّف الطلبة من خلالها على العادات الغذائية السليمة، وكيفية التقليل من تناول الملح والدهون المشبّعة والعصائر والمشروبات المحلاة والحلويات والفطائر والمعجّنات الدسمة والشحوم الحيوانية، إضافة إلى تناول الأغذية الغنيّة بالألياف الغذائية والخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم والخالية منه، وبعض الاستبدالات الصحية للأطعمة. ولفت فوتا إلى أن هذا البرنامج يأتي استكمالاً لجهود الجمعية مع «تربية الشرقية» للمدارس ويستكمل في الجامعات العام الدراسي المقبل.