يعتبر سلس البول من المشاكل الشائعة في مجتمعنا ويتسبب في الكثير من الإحراج ويعرف بعدم القدرة على التحكم في البول مما يؤدي الى تسرب البول لا ارادياً، والنساء اكثر عرضه للاصابة بسلس البول من الرجال وفي دراسة بحثية قمنا بها في منطقة الرياض اظهرت انتشار السلس بنسبة 29% ، غالبيتها من نوع سلس البول الإجهادي بنسبة 50 %. وهذه الظاهرة لا تتسبب في أي مشاكل صحية غالباً ، لكنها محرجة وغير مريحة، وقد ينتج كعرض قصير المدى سببه التهاب في المسالك البولية والإمساك أو نتيجة لعلاجات يتناولها المريض ، وتنتهي المشكلة بعلاج العامل المسبب. ومن أعراضه نزول كميات قليلة إلى متوسطة من البول لا إرادياً عند العطس أو السعال أو بذل الجهد البدني أو الضحك وعادة يكون نتيجة لضعف في عضلات الحوض، وفي بعض الحالات يشعر المريض برغبة ملحة ومتكررة للتبول ويتوجه إلى دوره المياه عدة مرات يسبقها في بعض الأحيان سلس للبول قبل عملية التبول. أسباب سلس البول ضعف في عضلات المسالك البولية السفلى عندما تكون عضلات الحوض عاجزة عن دعم المثانة ، وضرر أو تلف في الأعصاب المتحكمة في الجهاز البولي نتيجة التعرض لإصابات العمود الفقري أو العمليات الجراحية للحوض وفي بعض الأحيان لا يكون سبب سلس البول معروفاً كما هو في سلس البول الإلحاحي، ومن أهم العوامل المساعدة لحدوث سلس البول: تقدم العمر وزيادة الوزن وداء السكري وتعددت الولادات المهبلية، وتعسر أو صعوبة الولادة والولادات القيصرية. أنواع سلس البول سلس البول الإجهادي (التوتري) وينتج من ضعف في عضلات قاع الحوض ويكون ناجماً عن ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن بسبب العطس أو السعال أو الجهد البدني ، وتتم معالجه هذا النوع عن طريق: تقوية عضلات الحوض ( تمارين جيجل)، وتعتبر هذه التمارين الطريقة الأولية لتحسين سلس البول الناتج عن الإجهاد. استعمال أجهزة داعمة للمهبل قابله للإزالة (Pssary) ، وهذه تساعد على دعم عضلات الحوض والتخفيف من سلس البول الناجم عن الهبوط المهبلي. الجراحة في حال عدم زوال سلس البول الإجهادي بالطرق الأولية لتوفير الدعم اللازم للمثانة وإعادتها إلى مكانها وعادة ما نقوم بوضع شريط صناعي لدعم مجري البول ، وتبلغ نسبة النجاح في مستشفي الملك فيصل أكثر من 90 % . سلس البول الالحاحي وهو تسرب كمية من البول فجأة ويشعر المريض برغبة ملحة بالتبول ولا يستطيع المريض ايقافه أو التحكم به فيحدث سلس البول قبل الوصول إلى دورة المياه ، وتتم معالجه المرضى في هذا النوع ب : - التحسين من الأسلوب المعيشي للحياة كالتقليل من الكافيين و المواد المهيجة للمثانة كالنيكوتين والمشروبات الغازية وتجنب الجفاف الذي يؤدي إلى تركيز البول وتفاقم الرغبة بالتبول. - معالجة الإمساك إن وجد الذي ينشط الإشارات العصبية المحركة للمثانة وبالتالي حدوث سلس البول. تنظيم البول بأوقات معينه مجدولة. العلاج الدوائي في حال عدم استجابة المريض للخيارات السابقة. وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي يتم اللجوء إلى عمل فحوصات تخطيطية ودينامكية للمثانة قبل اللجوء إلى العلاج الجراحي والذي يكون إما عن طريق حقن مادة البتوكس في جدار المثانة أو عمليات تكميلية بالمثانة للتقليل من توتر جهاز المثانة. سلس البول الفيضي الذي يحدث نتيجة ضعف عضلات المثانة بسبب مرض عصبي أو داء السكري ، أو انسداد مجرى البول كتضخم البروستات ، لذلك يعتبر هذا النوع نادراً ما يصيب النساء ، ويكون نتيجة عدم تفريغ المثانة بشكل كامل مما يؤدي إلى بقاء كمية كبيرة من البول في المثانة وتسربه نتيجة امتلاء المثانة ، وتتم معالجته عن طريق علاج العامل المسبب أو القساطر البولية. سلس البول المختلط ويحدث فيه سلس البول الإجهادي والإلحاحي معا، ما يجدر بنا تأكيده هو أن سلس البول شائع عند النساء في المملكة العربية السعودية، وبنسب مماثلة للغرب ويوجد أنواع كثيرة وطرق متعددة من العلاج وبنسبة عالية من النجاح ، إلا أن نسبة عالية من النساء في المملكة العربية السعودية لا يذهبن لطبيب المسالك البولية إما خجلاً أو ظناً بعدم وجود علاج أو اعتقادا أنه أمر عادي لا يستحق علاجاً كما اثبتته الدراسة التي قمنا بها. * قسم المسالك البولية