تربك صرخات الطفل الوليد ودموعه بعض الأمهات الجدد اللواتي يحترن حول كيفية احتواء الوضع. غير أن دراسة حديثة تشير إلى أن رائحة المولود قد تكون المفتاح لمساعدة هؤلاء الأمهات على التخلص من القلق الذي يساورهن خلال الأشهر القليلة الأولى من الأمومة . وتقول الدراسة إن الولادة تطلق إشارات إلى دماغ الام بطريقة تجعل رائحة جسم الطفل الحديث الولادة تنشط ذلك الجزء من الدماغ الذي يجعل الناس عقلانيين وسريعي التفكير وحريصين على الاهتمام بالآخرين. وكان باحثون من جامعة ناجازاكي اليابانية قد اجروا اختبارات شملت 38 امرأة بعد عصب أعينهن. وكان نصف عدد هؤلاء النسوة أمهات. وتم تقديم قمصان بعضها ارتداها مواليد في سن أربعة أيام وأخرى لرجال وبعضها الاخر لم تستعمل قط لتقوم النساء بشمها مرارا وتكرارا بطريقة عشوائية وطلب منهن الإفادة بما كن يشتممن رائحة جسد. وفي نفس الوقت كانت أجهزة الرصد تتتبع النشاط الذي يحدث في منطقة القشرة الدماغية الجبهية. فلدى شم الملابس التي ارتداها الأطفال الرضع، سجلت النساء ذوات الأطفال نسبة رصد بلغت 82 بالمئة وحدث لهن تغير واضح بشدة في منطقة القشرة الدماغية. وسجلت النساء الباقيات نسبة نجاح لم تتجاوز 68 بالمئة ولم يسجلن تغيرا يذكر في النشاط الدماغي. أما بالنسبة للملابس التي ارتداها الرجال فقد سجلت الفئتان نسبتين متقاربتين(77 بالمئة مقابل 74 بالمئة) بينما تشابه النشاط الدماغي لديهن. وخلصت الدراسة التي نشرت في مجلة "الحواس الكيميائية" إلى أن أدمغة النساء يعاد تشكيلها عندما يصبحن أمهات. وان رائحة أجسام المواليد الجدد تحسن من استعداد الأم ورغبتها في العناية بأطفالهن. وتعضد هذه الإمكانية دراسة أخرى توصلت إلى أن الأشهر الأولى من الأمومة تصطحبها تغيرات بنيوية في أدمغة النساء. الولادة تعيد تشكيل طريقة عمل دماغ الأم لتوفير أفضل عناية بطفلها