على الهلاليين إذا ما أرادوا التأهل للدور القادم في دوري أبطال آسيا الابتعاد التام عن الإعلام الذي عادة ما يستسهل الأندية التي تلعب مع الهلال ومع إخفاق الهلال يواصل الإعلام ذاته لغة السخرية والاستنقاص من الهلال والتغني بأندية هي ذاتها تخرج كل عام من البطولة القارية. فالثقة الزائدة بتجاوز الخصوم هي السبب الأول في الخروج المتكرر لكل الأندية بما فيها نادي الهلال، فاحترام الخصم هو أول قطرة وقود يتزود بها للمضي قدماً في دوري أبطال آسيا. والاحترام هنا يستوجب عدم التقليل من نادي بونيدكور الأوزبكي الذي نسبة تأهله لدور الثمانية تتساوى مع نسبة الهلال، فكرة القدم علمتنا ليس مرة بأنها تحترم من يحترمها وتتكبر على من يتكبر عليها. وبعد الاحترام، على الهلاليين أن يكونوا أكثر واقعية في لقائهم بأوزبكستان، فالتعادل إن حصل يعد أمرا غاية في الأهمية على اعتبار أن لقاء الحسم سيكون في ملعب الهلال. والواقعية تستوجب عدم الاندفاع للهجوم والبحث عن الانتصار لكون الهلال المرشح الأول بل يجب إدارة اللقاء بذكاء واللعب على جزئيات صغيرة جداً أهمها عدم قبول أي هدف يعقد من حسابات الهلال في الإياب. فالهلال من وجهة نظري الشخصية أن سبب خروجه الأول هو اندفاعه الدائم في اللقاءات الآسيوية ما يؤدي إلى التسجيل فيه بسهولة ومن هجمات قليلة جداً. فلغة الذهاب والإياب أبجدياتها علمتنا أن أرض الخصم تستوجب الحذر الشديد وعلمتنا أن القناعة مطلب والخروج بأفضل نتيجة وسيلة. لذلك على الهلاليين عدم الاستعجال في حسم لقاءين من أول لقاء، وهنا لا أكتب للهلاليين لا تبحثوا عن الفوز ولا تهاجموا بل هي رسالة ليس أكثر مفادها لا تفكروا في الصباح الباكر بوجبة العشاء وهناك وجبات قبلها. ما يجعلني أكتب ذلك هو إيماني التام أن الهلال في آسيا بملعبه بات أفضل بكثير مما قبل، وذلك بسبب تحول طاقة الدعم الجماهيري من سلبي إلى إيجابي. فالخروج بأقل الخسائر في الذهاب يجعلني متفاءل في الإياب على اعتبار أن الهلاليين باتوا يستثمرون ملعبهم بشكل ممتاز جداً. ففي دوري المجموعات حسم الهلال التأهل من ملعبه على غير المعتاد بعد أن أصبح لاعبي الخصم يخشون جمهور الهلال بعد أن كان في السابق لاعبو الهلال هم من يخشون جمهورهم. ومما لاشك فيه يحسب ذلك لمجلس الجمهور الهلالي الذي تميز كثيراً في آسيا تحديداً حتى بات المدرج الهلالي الأجمل والأكثر تأثيراً في نتائج ناديه. وبقي أن أشير إلى أنها فرصة للإشادة بما يقدمه عضو مجلس الإدارة راشد العنزان وياسر الطلاسي.