منطقة الاحساء من أهم المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية، والاحساء واحة عصرية تتجه إلى التمدن الحضري بأسلوب منظم لتكون إحدى المدن السعودية الجميلة التي تجتذب السياحة والنمو العمراني... ويوجد في منطقة الأحساء عدد من العيون التي جف معظمها، وقد أنشأ الناس في الماضي نظاماً للري والتحكم في مياه العيون والينابيع بحيث أمكن للمياه أن تجري في قنوات خاصة لتتجمع المياه في مناطق منخفضة خارج المناطق العمرانية، ونشأ عن ذلك نظام جيد للري والصرف أدى إلى وجود بحيرات ومستنقعات كبيرة نبتت فيها وحولها بعض الأعشاب والنباتات المائية واستقطبت بعض الطيور المهاجرة. وقد نشأ عن ذلك نظام بيئي متوازن، ولكن النقص المستمر في مياه الري التي تصل إلى ذلك المكان قضى على تلك الامكانية. والآن وبعد أن جفت تلك العيون، ارتفع تركيز الأملاح في التربة، وبدأت تفقد كثيراً من مظاهر الحياة النباتية والحيوانية التي كانت تعيش في تلك البيئة. وفي إطار تهيئة العيون لتستقبل الناس والسياح فقد قرأت في 12/4/2014 أن هيئة الري والصرف بالأحساء قد نفذت صيانة شاملة لإحدى أهم مواقع العيون وهو موضع عين الحارة والمرافق المحيطة بها، وقد شملت هذه التهيئة حوض السباحة والسور الخارجي مع إزالة الحشائش المحيطة بالعين، وكذلك طلاء الجدران الخارجية والداخلية للموقع وصيانة أعمدة الإنارة، وتأهيل موقع العين للزوار وهواة السباحة. ويبدو أن بعض مواقع العيون سوف تشهد نشاطاً في المستقبل وخاصة فيما يتعلق بالسباحة وتشمل عين الحارة وعين أم سبعة والجوهرية. والأمل أن تقوم هيئة الري والصرف بالأحساء بمزيد من الصيانة والخدمات المستثمرة لجميع مرافقها خدمة للزوار والمزارعين. ولا شك أن هذا سيعيد البهجة والاهتمام بتلك المظاهر الرائعة التي كانت تشتهر بها منطقة الأحساء الجميلة.