احتفلت المملكة العربية السعودية يوم السبت الماضي بالذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة. ويطيب لي ان اغتنم هذه الفرصة لأنقل خالص التهاني وأطيب الأمنيات من حكومة وشعب المملكة المتحدة إلى خادم الحرمين الشريفين والى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية، وأن أشيد بالعلاقات الوطيدة بين البلدين. إن الملك عبدالله يحظى بمحبة الشعب السعودي والعربي في الداخل والخارج. وعلى الرغم من قصر فترة حكم الملك عبدالله مقارنة بفترة جلوس صاحبة الجلالة البريطانية الملكة إليزابيث على عرش بريطانيا، التي احتفلنا بعيد ميلادها الأسبوع الماضي، لكنه كان في قلب الاحداث والحكومة السعودية لفترة تمتد إلى خمسة عقود منذ قيادته للحرس الوطني عام 1963 م، وحتى توليه ولاية العهد لاحقا. وخلال فترة عملي في المملكة شاهدت بنفسي نتائج مثابرته وعزمه وقيادته الحكيمة، لقد تطلب الأمر الكثير من الشجاعة وقوة الشخصية من اجل قيادة الإصلاحات في المملكة خلال التسع سنوات الماضية، وقد انصب اهتمام جلالته على تحقيق الرفاهية والخير للشعب السعودي، حيث برهنت بعض المبادرات مثل تأسيس مركز الحوار الوطني ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين الأديان والثقافات على التزام الملك عبدالله ببناء إجماع وطني داخل المملكة العربية السعودية، ودعم الوحدة، والحوار السلمي، وهو أمر مشابه لتأثير جهوده إبان توليه ولاية العهد فيما يختص بمبادرة السلام العربية. لقد قاد الملك عبدالله المملكة العربية السعودية منذ توليه مقاليد الحكم العديد من التغييرات، ودائما ما ينجح في تحقيق التوازن الصعب بين احترام العادات والتقاليد السائدة في المملكة وإحراز التقدم والتغيير. تعد هذه التجربة قاسما مشتركا بين المملكتين حيث نسعى جاهدين للنجاح في عالم العولمة الحديث. وقد أظهرت جليا زيارة صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز للمملكة هذا العام خلال شهر فبراير الماضي الروابط الوطيدة بين الشعبين السعودي والبريطاني، ليس فقط على مستوى الطبقة الحاكمة، ولكن أيضا على مستوى الأسر والشعوب والثقافات. * السفير البريطاني