أوصت دراسة نفذتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، بأن تصبح رعاية الموهبة والإبداع، للطلبة في المرحلة الجامعية، جزءاً من مسؤوليات وزارة التعليم العالي والجامعات، وأن يُسند الإشراف على رعاية الطلاب الموهوبين في الوزارة إلى جهة محددة تتولى وضع وتطوير لوائح وسياسات تنفيذية محفزة ومرنة تساعد الجامعات على رعاية الموهوبين. ولفتت الدراسة التي نظم لها ورشة عمل بعنوان «رعاية الموهوبين في التعليم العالي» بحضور مسؤولي المؤسسة وعدد من المتخصصين، إلى أهمية إنشاء جهاز (عمادة - مركز تميز) في كل جامعة لرعاية الموهبة والإبداع والإرشاد الأكاديمي والمهني للموهوبين في الجامعات، واعتماد وتطبيق لوائح داخلية وتنظيمات لرعاية الموهبة والإبداع، بما في ذلك تقديم مكافآت وجوائز تحفيزية للطلاب المتميزين والمبدعين. ودعت الدراسة إلى اعتماد وتطبيق إجراءات مرنة تخص قبول الطلاب الموهوبين والمبدعين في الجامعات، واستحداث سياسات تسمح بتسريع الطلاب الموهوبين أثناء دراستهم الجامعية، والسماح بالتخصص المزدوج للطلبة الموهوبين، والسماح بدراسة مقررات من برامج الدراسات العليا أثناء مرحلة البكالوريوس واحتسابها ضمن سجل الطالب مع إمكان إعفاء هؤلاء الطلبة من دراسة بعض المقررات بالامتحان وتطبيق وإجراءات تسمح بتسجيل عدد من الساعات الأكاديمية للأنشطة الإضافية الإثرائية. ولفتت إلى ضرورة الاهتمام بالمسابقات التي تشجع الابتكار والبحث العلمي لدى الطلاب المتميزين والمبتكرين، والتوسع في إنشاء نوادٍ للعلوم وحاضنات تنمية القيادات الشابة. فيما يتعلق بإعداد الكوادر الضرورية للعمل ب «مجال رعاية الموهوبين»، أوصت «الدراسة» بإنشاء تخصصات تهتم بمنح شهادات متخصصة في تعليم الموهوبين في الجامعات، وعقد لقاءات وندوات دورية بين الجامعات (المحلية والعالمية) التي تهتم بالموهبة والإبداع، وتعزيز التعاون بين الجامعات المحلية والعالمية لتبني أفضل الممارسات لرعاية الموهبة والإبداع. أما ما يتعلق ب «التواصل المجتمعي للجامعات مع التعليم العام»، دعت «الدراسة» إلى اعتماد آليات وإجراءات تتيح الفرصة لطلاب الثانوية الموهوبين لدراسة ساعات جامعية معتمدة، والعمل على إيجاد برامج محفزة لرعاية الموهوبين بالجامعات مثل: برامج القيادات الشابة، برامج التلمذة، برامج الشرف، وبرنامج تبادل الطلاب، وبرامج الدراسات البينية، وبرامج تطوير المهارات العملية. ووضع برامج لاستقطاب الطلبة الموهوبين في الثانوية لتعريفهم بالجامعات والتخصصات. وأشارت الدراسة التي نشرتها «موهبة» على موقعها الإلكتروني عبر الرابط (http://goo.gl/dLe8ch)، إلى أن تطوير منظومة متكاملة لرعاية وبناء الكفاءات الوطنية الموهوبة والمبدعة تساهم في نمو المملكة ودفعها إلى التحول نحو مجتمع المعرفة يتطلب تضافر الجهود لإنشاء برامج متقدمة خاصة بالطلبة الموهوبين، ويبدو أن للجامعات دور هام في هذا السياق. وهذا يتطلب ليس صياغة السياسات والإجراءات فقط، بل توفير الدعم على نطاق واسع لا يشمل مؤسسات التعليم العام وحدها، بل يمتد يشمل التعليم العالي بمختلف هيئاته ومراكزه وكوادره، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة من شركات ومصانع ومراكز علمية، من أجل توفير فرص أفضل لرعاية المواهب والكفاءات الوطنية الواعدة.