حذر علماء ومشايخ من خطورة الفكر المنحرف على المجتمع والأمة، مشددين على أهمية تجفيف منابعه ومواجهة معتنقيه، مشيرين إلى أن كل فعل يؤدي إلى شق الصف والخروج على ولي الأمر والتحزب الديني مرفوض دينا وعقلا، منوهين برعاية خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- للمؤتمر العالمي للإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية، داعين الله عز وجل أن يخرج بتوصيات تعين الوطن والأمة على اجتياز هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية. وشدد الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء على حرمة إرهاب المسلمين وإخافتهم، وقال: من أخافهم فهو ظالم متعد لحدود الله لأن حماية الأمن هي إحدى الضروريات التي رتب الله على من انتهكها حداًّ رادعا قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد) وقال عليه الصلاة والسلام: (من شق عصا الطاعة وفارق الجماعة ومات فميتته جاهليه) وقد أمر الله سبحانه وتعالى بقتال البغاة الذين يخرجون عن طاعة ولي الأمر المسلم فقال تعالى: (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) فلا يخرج عن طاعة ولي الأمر إلا الخوارج الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهم لأن لزوم جماعة المسلمين وإمامهم فيه الأمن والاستقرار وحقن الدماء ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان بحدوث الفتن قال له حذيفة رضي الله عنه: (فما تأمرني إن أدركني ذلك قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) لأن لزوم جماعة المسلمين وإمامهم يدفع الله به شرورا كثيرة وتحقق به مصالح عظيمة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (من أتاكم وأمركم جميعاً على واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان) فلا يستقيم دين ولا يستتب أمن إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة. آل الشيخ : تقويض أصحاب الفكر الضال وضرب مخططاتهم إنجازات غير مسبوقة وأضاف: لا حزبية ولا عصبية ولا جاهلية في الإسلام قال تعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون. وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون) نعم كل حزب له نظام يخطه لنفسه يبايع عليه ويوالي ويعادي عليه باسم الدعوة إلى الله وإنما الدعوة إلى الله على سنة رسوله: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) فالدعوة إنما تكون إلى الله لا إلى حزبية أو طرق صوفية أو غيرها وإذا وجد خلاف فإنه يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله كما قال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) فالخلاف الحزبي والخلاف الفقهي كل ذلك يحسم باتّباع الكتاب والسنة اللذين هما صراط الله المستقيم: (وأنِّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون). من جهته قال الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل وسمو ولي العهد الأمين وسمو وليّ وليّ -حفظهم الله- لها دور كبير وبناء وهي صاحبة تجربة فريدة ورائدة في محاربة الإرهاب والفكر الضال والتصدي لهما وتجفيف منابعهما، واقتلاع جذورهما، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي تحول دون الوقوع في براثنهما عبر أسس علمية وفكرية ممنهجة وعميقة تخاطب العقل والقلب معاً واعتماد المملكة استراتيجية شاملة لمكافحة هذا الداء العضال وذلك عبر محورين: المعالجة الوقائية المتمثلة في تحصين هذا المجتمع من هذا الفكر الهدام وتداعياته الخطيرة على الأمة والمعالجة الأمنية المتجسدة في الطريقة المثلى التي أقدمت عليها المملكة في مكافحة الإرهاب عملياً والضربات الاستباقية الوقائية لبؤر الإرهاب واجتثاث مكامنه والتي أدهشت المراقبين وقوضت أصحاب الفكر الضال وأحبطت مخططاتهم وجعلتهم يعيدون حساباتهم بصورة أو بأخرى حيث سجلت السلطات الأمنية إنجازات غير مسبوقة في هذا المجال. وأضاف: قامت المملكة بسن العديد من التشريعات والتنظيمات القضائية والقانونية التي أسهمت في حماية الأنفس والممتلكات من هذا الداء، إيماناً من الدولة -وفقها الله- بالقيام بواجبها تجاه المواطن والمقيم وحمايته من كل ما يؤذيه: كما لم يقتصر دور المملكة في محاربة الإرهاب والفكر الضال على الصعيد الداخلي فقط بل كان لها تحركات واسعة إقليمياً ودولياً وذلك من خلال المشاركة في المؤتمرات التي تعقد خارج المملكة والتي تؤكد من خلالها رفضها الشديد والقاطع للإرهاب بكافة صورة وأشكاله وألوانه أيًّا كان مصدره وانتماؤه وأهدافه مع تعاونها التمام والمطلق مع جميع الهيئات والمنظمات الدولية وإسهاماتها المتنوعة والمتعدد في جميع الجهود الرامية لمواجهة هذا الفكر وتمويله وكذا قيامها بتنظيم العديد من المؤتمرات الدولية ومن بينها المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب كما يأتي انعقاد هذا المؤتمر من قبل الجامعة الإسلامية الموقرة تجسيداً للدور الكبير والمهم الذي تلعبه المملكة في هذا المجال. د.عبداللطيف آل الشيخ