إن كثيراً من الأمراض كالدفتيريا، السعال الديكي، الحصبة، شلل الأطفال.. وغيرها أصبحت الآن نادرة فقليلاً ما يصاب بها أحد في مجتمعاتنا اليوم بعد أن كانت أمراضاً فتاكة في أيام مضت.. وهذا يعود إلى انتشار الوعي الصحي بين أبناء المجتمع في الاتجاه نحو التطعيم واتباع الجداول المتبعة في وزارة الصحة للتطعيمات سواء اللازمة منها أو الموسمية. وسنلقي هنا بين هذه السطور بعض الضوء على التطعيم وما يتعلق به من الناحية الدوائية. التطعيم هو عبارة عن مستحضر دوائي يحضر بيولوجيا من الميكروبات المسببة للأمراض الإنتانية (حالات مرضية خطيرة تتميز بتفاعل التهابي عام نتيجة عدوى جرثومية وظهور جراثيم ونواتج استقلابها في الدم والأنسجة مما يؤدي إلى تعفن الدم) وتعالج مخبريا بحيث تضعف قوتها أو تقتل كلياً وعند دخولها جسم الإنسان فإنها تحفز الجهاز المناعي لديه بحيث يكون قادراً على مهاجمة هذا الميكروب إذا ما تم دخوله للجسم بشكل او بآخر.. ويتواجد التطعيم بأشكال دوائية مختلفة فمنها ما يؤخذ عن طريق الحقن ومنها ما يكون بخاخاً عن طريق الأنف أو قد يكون نقطاً تعطى عن طريق الفم.. وتعمل معظم التطعيمات بعد جرعة واحدة فقط.. ولكن بعضها يحتاج إلى جرعتين أو أكثر ليكون فعالاً ضد مرض معين وغالباً يحتاج التطعيم إلى بضعة أسابيع ليعطي التحصين المطلوب ضد مرض ما. بالنسبة لآثار التطعيم الجانبية فإنه غالباً لا يحمل أيا من الآثار الجانبية عالية الخطورة وإن وجدت فستكون نتيجة بعض التفاعلات التحسسية أو ما يسمى بفرط الحساسية عند جسم الإنسان ضد مواد التطعيم.. أما عن بعض الآثار الجانبية البسيطة فنذكر منها: * ارتفاع طفيف في درجة الحرارة. * طفح جلدي بسيط. * صداع وألم عام في الجسم. وهذه الآثار وإن حدثت فإنها لا تتجاوز في مدتها يوماً أو يومين على الأكثر. هناك من يظن أن التطعيم خاص بصغار السن فقط إلا أن هذا مفهوم خاطئ فالانسان يحتاج إلى تطعيمات مختلفة باختلاف المراحل العمرية التي يمر بها وباختلاف الاجواء المحيطة به، فالرضع والأطفال يلزمهم التطعيم ضد بعض الأمراض الإنتانية حتى يتم تحصينهم منها مستقبلا، وهذه التطعيمات ينبغي أن تكون متابعة من قبل الأهل ومقيدة في شهادة تطعيم الطفل نفسه. بالنسبة للبالغين وكبار السن فهم بحاجة إلى بعض التطعيمات منها التطعيم ضد الالتهاب الرئوي خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع السكر ومرضى القلب.. وهناك تطعيمات ملازمة لبعض المواسم كلقاح الأنفلونزا الموسمية والذي يعمل على الحد من انتشار الأنفلونزا في المجتمع. التطعيمات الخاصة بالمسافرين والتي تؤخذ قبل السفر إلى مناطق موبوءة أو أماكن تجمعات بشرية كموسم الحج حيث يلزم الحاج بأخذ التطعيم ضد التهاب السحايا.. وفي مجال الحديث عن التطعيم لا بد أن نذكر المرأة عندما تصبح في سن الحمل والولادة بأن تبادر بسؤال طبيبها عن التطعيمات واللقاحات الواجب أخذها قبل وأثناء الحمل ففي هذا وقاية للأم وللجنين معاً. ولابد أن نشير إلى شروط تخزينه حيث انه يحتاج إلى رعاية فائقة حتى لا يتعرض للتلف ومن أهم ما يجب ذكره هنا هو أنه يجب تخزينه في درجات حرارة منخفضة ما بين 2-8 درجة مئوية ما لم يتطلب غير ذلك من قبل الشركة المصنعة.. وأن يتم حفظ العبوة في العلبة الأصلية وذلك حفاظاً على فعالية التطعيم. ونختم حديثنا قائلين ان متابعة التطعيم والالتزام بقواعد وزارة الصحة في مجال التطعيمات المختلفة لهو خير مثال على التزامنا بقاعدة الوقاية خير من العلاج. * قطاع الرعاية الصيدلية