أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس،أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد إضافة لمنصبه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء كان موفقاً من لدن القيادة الرشيدة،لما يتمتع به سموه من كفاءة إدارية وخبرات أمنية واسعة،فهو يملك خبرة كبيرة ودراية واسعة بالإدارة حيث كان أميراً لمنطقة حائل لمدة عشرين عاماً،ثم أميراً لمنطقة المدينةالمنورة،ثم عين رئيساً للاستخبارات العامة،ثم مستشارًا ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وأضاف: لذا سعد الجميع بهذا الاختيار الموفق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حيث وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب،موضحاً أن هذا الأمر الكريم - الذي يعتمد في أساسه على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف،ونظام الحكم في المملكة العربية السعودية المستمد من الكتاب والسنة،والقائم على أساس العدل والشورى،والمحافظة على وحدة الأمة ومصلحة الرعية،وتعزيز اللُّحمة الوطنية ومنع كل ما يؤدي إلى الفرقة والتصادم - جاء تجسيدا للحكمة،وسابقة مُثلى للعمل السياسي المنظم،فيه رؤية ثاقبة،ونظرة صائبة، وترتيب بيت الحُكم، ومصلحة عامة ومقصد شرعي،وغايات نبيلة وأهداف عظيمة، وحصافة وبُعد نظر،وأداة الحسم الدستورية،وتأكيد للمبادئ وترسيخ للحُكم، وتثبيت للأمن وتوطيد للاستقرار،ورؤية مستقبلية،وتنظيم مؤسساتي للدولة، وآلية انتقال سَلِسَة، ومستقبل واضح وحسن استشراف له، وترسيخ جديد للشرعية. ووصف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هذا القرار بالمهم والصائب والحاسم يؤكد استقرار البيت السعودي،واستباق الولاة لأي احتمالات طارئة، ما يتمتع به سموه الكريم من خبرة إدارية وعسكرية، جاء هذا الأمر الكريم هدفه استقرار الدولة وديمومة التوافق والاستقرار، وتقوية أطناب الدولة وأوتادها بالرجال المخلصين بحكمة واتزان، وإجراءات شرعية ونظامية ودستورية، أُسِّسَت على ركائز من الاعتماد على الشرع ثم مصلحة الوطن ووحدة الأمة، في أسلوب سلس وروح مؤتلفة. وقال الشيخ السديس: يجسد ذلك ولاة صالحون، وشعب وفيّ، وأسرة حاكمة كريمة، وهيئة بيعة دستورية ما يزيد مؤسسة الحكم رسوخا وثباتا وقوة وفاعلية وتفاعلية، ويرسخ وحدة البلاد واستقرارها، ويعكس العناية بالهيكلة الصحيحة والتنظيم المؤسساتي، وتتويجاً لمسيرة أمن البلاد والعباد وتحقيق مزيد الاستقرار والنماء، ورعاية كيان الدولة وتأمين مستقبلها السياسي والأمني،وتحقيق ضمانات استقرارها واستمرارها على الأسس التي قامت عليها؛ من تحكيم الشريعة، والاعتصام بالكتاب والسنة، وعدم التفرق والاختلاف، ورعاية المصالح ودرء الأخطار والمفاسد، واستشراف الوحدة واللُّحمة، والتلاقي والتعاون والتفاهم بين أبناء الأسرة، وتطبيقا لنظام الحكم المتميز وزيادة مؤسسات الحكم رسوخا وثباتا، وقوة وحيوية ومرونة وفاعلية، وتجسيد عصري لأسلوب البيعة الشرعية المتجذرة منذ عهد الخلافة الراشدة، ويمنح الدولة ثقلا سياسيا عالميا، كما عكس فطنة القيادة واهتمامها بالوطن والشعب، وتخطيطها للمستقبل من ملك تأريخي استثنائي لاسيما في هذه الظروف والمستجدات والاستهداف والمتغيرات الدولية، ومواجهة التحديات بالقرارات الفاعلة والمؤثرة والإيجابية، وصمام أمان وضمان لعدم وجود أي خلاف أو فراغ دستوري، وإشارات مهمة ودلالات عظيمة تحمل في طياتها الخير والمصلحة العامة. وأكد معاليه إنها خُطوة مباركة تؤكد ما تأسست عليه الدولة، وعون للقيادة وتحقيق العيش الرغيد، والمستقبل الواعد للوطن الغالي والشعب الوفيّ، وسير في دروب الإصلاح، يؤيده كل حصيف؛ يضع مصلحة البلاد والعباد هدفه، ويصب في مصلحة الوحدة والتلاحم بين الرعاة والرعية ،وتفاديا للزج بالبلاد في أتون الخصومات والصراعات. وقال: إن من نعم الله المتواليات، ومِنَنِهِ المتعاقبات، على هذه البلاد المباركة، أن خصَّها بالولاة الأفذاذ الأماجد، والساسة الأخيار الأساعد، من لدن تأسيسها على يد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه- ثم تتابعت في إثره العقود الدُّرِّيَّة، أصحاب المناقب العليَّة، والمكرمات الندية، من أبنائه البررة: سعود وفيصل وخالد وفهد -طيب الله ثراهم- إلى العهد المُمْرِع الزاهر، والخصيب الباهر، عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله . ورفع معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز -وفقه الله وأعانه- باسمه واسم زملائه أئمة وعلماء الحرمين الشريفين، ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أصدق التهاني وأجمل التبريكات وخالص الدعوات بمناسبة الثقة الملكية الكريمة التي حظي بها سموه من لدن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وولي عهده الأمين وأعضاء هيئة البيعة المباركة، سائلاً المولى جل وعلا أن يعينه على هذا العبء الجسيم، وتحمل هذه المسؤولية العظيمة وأداء الأمانة وتبعات الثقة التي هو لها أهل بحمد الله، سائلاً سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان ويحفظ علينا عقيدتنا وقيادتنا وأمننا وأماننا، ويحفظ بلادنا من شر الأشرار، وكيد الفجار ويرد عنها كيد الكائدين، وحقد الحاقدين وعدوان المعتدين، إنه نعم المولى ونعم النصير.