أرجع الباحث بمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام، أن تدهور الغابات في جنوب غرب المملكة، يعود إلى التغيرات التي تؤثر سلبا على الغطاء النباتي بشكل عام وأراضيها بشكل خاص، مما ينطوي عليها خسارة خدمات النظام الإيكولوجي، أو حصول تغييرات في تركيبة الأنواع نتيجة لعوامل مختلفة، كالاستغلال المفرط، والطفيليات النباتية، وغزو الأنواع الغربية، والتلوث، والحرائق، مسببة انخفاضا للطاقة الإنتاجية. وأشار الباحث إلى أن مؤشرات التدهور والاستغلال المفرط لغابات جنوب غرب المملكة تعود إلى وقت مبكر من تاريخ البشرية، وأن هناك مؤشرات تدل على تدهور الغابات في أجزاء مختلفة من المنطقة، تعود لعدة عوامل كانخفاض قدرتها على التجدد الطبيعي لأنواعها الرئيسية، وانتشار الثغرات في الغطاء الحرجي، وارتفاع نسبة الأشجار غير المنتظمة بالشكل (المنحني، الملتوي، المشقوق، المتشعب، قزمي، المائل) لاسيما بأشجار العرعر بروسيرا، كذلك ارتفاع نسبة فقد الأشجار بالقطع التام والجزئي والإحراق، ووجود عدد كبير من الأشجار الميتة، واختفاء معظم الأشجار الكبيرة، وفقدان المظهر الصحي للأشجار. وأضاف أن وجود الكثير من الأشجار الميتة والمصابة بالموت القمي، وغزو الأنواع النباتية الغربية، وانتشار الحشرات الضارة بالأشجار وقلة عدد الأنواع الشجرية وجفاف فروعها، وتآكل التربة، وفقدان بعض أنواع الحيوانات البرية، تعد مؤشرات هامة تنذر بمستقبل الغابات المتدهور. وعن إعادة تأهيل الغابات، ذكر الباحث أنها استراتيجية الإدارة الناجحة والمطبقة في أراضي الغابات المتدهورة، بهدف استعادة قدرة الغابات لإنتاج المنتجات والخدمات، وتتمثل في عدة إجراءات منها إنشاء هيئة مستقلة تكون مسؤولة عن التخطيط والإشراف، وتقييم رصد عمليات برنامج التأهيل، وخلق الوعي بالقيم والخدمات المتعددة التي تقدمها الغابات وخطورة تدهورها أو فقدان هذه الخدمات، ودعوة أصحاب المصلحة، والجهات ذات الصلة بالغابات للمشاركة كشركاء في أنشطة برنامج إعادة التأهيل، وتشجيع البحوث في جميع التخصصات ذات الصلة بالغابات، واستخدام الأنواع الشجرية المحلية في عملية إعادة التحريج. شجر العرعر إضافة إلى إدارة الغابات بطريقة مستدامة يتم بحثها في إطار سياسة شاملة وتطبيق نظام الإدارة السليمة وهو منع القطع وتعزيز المحافظة على السلع والخدمات المقدمة من قبل الغابات، كذلك اخذ رأي المتخصصين في التنفيذ والإشراف على جميع العمليات في خطط البرنامج المقترح لإعادة التأهيل، وإعطاء التعليم والتدريب للعاملين في العمليات التقنية أولوية كبرى، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة المتوافرة للمساعدة في تحقيق نتائج جيدة ضمن فترة زمنية محددة، ورصد وتقييم الإدارة المستدامة، والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية العاملة في مجال الغابات وغيرها من المجالات ذات الصلة. يذكر أن معظم الغابات الطبيعية في المملكة توجد في المنطقة الجنوبية الغربية، وتمتد على مساحة (27،000) كم مربع مشكلة (1,2%) من مساحة الأراضي الكلية للملكة، منها (21،000) كم مربع ما يعني (80%) مبعثرة في جميع أنحاء سلسلة جبال السروات في المنطقة الجنوبية الغربية.