حذر خبير أجنبي دعته الشركة السعودية للكهرباء لعرض أفكاره حول ترشيد الكهرباء السعوديين من الإفراط في استخدام المكيفات داخل المنازل خلال الشتاء والصيف، وتحملهم مقابل ذلك دفع فاتورة شهرية مرتفعة، وقال رئيس برامج إدارة الأحمال بالوكالة الدولية للطاقة هانس نيلسون لدى مشاركته في الورشة العلمية الثانية التي عقدها كرسي «الشركة السعودية للكهرباء لإدارة الأحمال ورفع كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية»، بجامعة الملك عبدالعزيز أمس، إن تطبيق برامج إدارة الأحمال سيؤدي إلى انخفاض استهلاك الطاقة وفي تكلفة فاتورة الكهرباء على المستهلكين، مفيدا بأن تطبيقها في السويد وفر ما بين 3 % إلى 5 % من إجمالي الاستهلاك للطاقة، كما أدت إلى تخفيض الاستهلاك بنسبة 11 % في إيرلندا، ويمكن أن تبلغ نسبة تخفيضها بالسعودية في حدود 10 %. وأكد أن تطبيق برامج إدارة الأحمال في الدول الأوروبية وفر 49 % من إجمالي الطاقة المستهلكة، مشيرا إلى أن استخدام عدادات القياس الحديثة وفر ما بين 4 % و10 % من إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية. من جانبه، أوضح المشرف على كرسي «الشركة السعودية للكهرباء لإدارة الأحمال ورفع كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية» الدكتور إبراهيم جمعة أن الكرسي يدرس حاليا إمكانية تطبيق برامج إدارة الأحمال في السعودية بما يلائم طبيعة المستهلك السعودي مع مراعاة ملاءمة المناخ والبيئة في السعودية، فيما أشار الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكهربائية والحاسبات بكلية الهندسة بالجامعة الدكتور رضا عبيد، إلى تضاعف الأحمال الذروية في السعودية إلى 100 مرة خلال 30 عاما، موضحا أنها كانت في 1975 نحو 300 ميجاوات، فيما وصلت في 2005 إلى 30 ألف ميجاوات، مضيفا أن هناك عدة عوامل تؤثر في استهلاك الكهرباء في السعودية كالموقع الجغرافي والمساحة والمناخ والفصول المناخية وكذلك المواسم الدينية. وأرجع عبيد الزيادة المتضاعفة في الطلب على الكهرباء إلى زيادة التعداد السكاني وأعداد المشتركين والمدن والقرى الموصلة على شبكة الكهرباء، فضلا عن النهضة العمرانية والصناعية التي تشهدها المملكة، مطالبا المستهلك بالترشيد، وعدم الإسراف في استعمال الكهرباء، لافتا إلى أن الطلب على الكهرباء تضاعف خلال عشر سنوات فقط من 22 ألف ميجاوات في عام 2000 إلى 44 ألف ميجاوات في عام 2009. وأوضح أن هناك تغيرا في سلوك المستهلك عبر السنين، حيث أشار إلى أن المنزل المكون من خمس غرف متوسطة المساحة كان يستهلك في عام 1980 ما يعادل 1200 وات ضوئية ونحو 60 ألف وحدة حرارية بريطانية للتكييف، فيما وصل استهلاك نفس المنزل في عام 2009 إلى أكثر من 8000 وات ضوئية للإنارة ونحو 150 ألف وحدة حرارة بريطانية للتكييف، وطالب بالاعتدال في استعمال التكييف لأثره في رفع درجة حرارة البيئة، لافتا إلى ارتفاع تكلفة توليد الكهرباء، مذكرا أن هذه الموارد هي نعمة عظيمة من فضل الله علينا ويجب علينا الحفاظ عليها وعدم استخدامها من دون ضرورة. إلى ذلك أعلنت الشركة السعودية للكهرباء خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري إضافة 2615 ميجاوات من الطاقة الكهربائية للخدمة لتبلغ بذلك قدرات التوليد الفعلية 40496 ميجاوات، وأن أقصى حمل يومي بلغ 44207 ميجاوات مرتفعا 10.4 % مقارنة بالفترة المناظرة من عام 2009م، وأدخلت الشركة الخدمة إلى 113 تجمعا سكنيا إضافة إلى إيصال الخدمة إلى 154480 مشتركا جديدا ليصل بذلك إجمالي عدد المشتركين بنهاية النصف الأول من العام الجاري 5.844 مليون مشترك. وكان وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين أعلن في وقت سابق ربط نحو 95 % من شبكات الكهرباء السعودية في شبكة واحدة بعد أن استكملت الشركة السعودية للكهرباء بناء خطوط نقل الكهرباء بين معظم المناطق كان آخرها خط الربط بين المنطقة الجنوبية والمنطقة الغربية الذي بدأ تشغيله قبل دخول شهر رمضان المبارك، وبدأ نقل الكهرباء من محطة التوليد بالشقيق في منطقة جازان لتعزيز قدرات التوليد في المنطقة الغربية، وكذلك ربط شبكة النقل في المنطقة الغربية مع شبكة النقل في المنطقتين الوسطى والشرقية باستكمال خط النقل بين منطقتي المدينةالمنورة والقصيم