تكشف لنا قضية تدريب المدرب السعودي خالد القروني لفريق الاتحاد في بقية منافسات الموسم المحلية والخارجية، والموافقة على ذلك ثم المنع بقرار اداري لا علاقة لاتحاد الكرة به حجم الفوضى المتغلغلة في اورقة الاتحاد السعودي وعدم القدرة على الحد منها، هم في المرة الاولى باركوا خطوته في تدريب الاتحاد وأكدوا انهم مع دعم المدرب الوطني خصوصا ان المنتخب الاولمبي ليس لديه اي مشاركات خلال الفترة الطويلة المقبلة، ثم فجأة يخرج صالح ابونخاع بخطاب اشبه بالتهديد والانذار بترك القروني لمهمته الحالية بحجج واهية ابرزها العمل على رسم برامج المنتخبات، وكأننا لسنا في عصر الاتصال السريع وعمل اي شيء عبر الايميل في المنزل وحتى بالسيارة وأي مكان، هذه الفوضى تؤكد ان اختيارات الاتحاد للاعضاء لم تكن لسيرتهم الذاتية المميزة وكفاءاتهم وخبرتهم وتمرسهم الرياضي، انما حسب العلاقة وشحذ الهمم في الانتخابات على طريقة الفزعات وتكتل المعارف والاصدقاء وتجميع الاصوات بأي طريقة كانت، والا بماذا نفسر ان يكون من صدر بحقه قرار الشطب بسبب تجاوزات عدة هو احد اعضاء الاتحاد السعودي، اين التفتيش عن سيرة العضو وخبرته ومكانته وحسن عمله وتعامله ودوره في حل المشاكل وفق المصلحة العامة لا حسب المصالح الخاصة، وليس الزيادة في حجم الفوضى؟. «العميد» والمدرب الوطني يستحقان الدعم.. وخطابات أبونخاع كشفت المستور! ما حدث نعتبره مصادقة على النقاط العشر التي اثارها اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد السعودي والتأكيد على ان الاعضاء يتخبطون والبرامج شبه معطلة والتركيز فقط على امور هامشية، فمنع القروني من تدريب الاتحاد في هذا التوقيت بالذات يضع علامات اسئلة كثيرة، فلا نعلم ماهي الفائدة منه، ومن هو الطرف المستفيد، يحدث هذا وسط ظروف غامضة وتجاذبات بين اكثر من جهة، قبل ان يتدخل رئيس الاتحاد السعودي احمد عيد ويبقيه في مهمته الحالية، ونأمل ان لا تضر بعلاقة المدرب الوطني والمنتخب سابقا بسبب التعنت والمواقف التي ربما تصنعها مثل هذه القضايا بعيدا عن مراعاة الصالح العام. مثل ما المنتخب الاولمبي يمثل الكرة السعودية، فها هو الاتحاد يشارك في بطولة آسيا ودعمه مطلب وطني واعلامي وجماهيري، والقروني هو الآخر يفترض على الاتحاد السعودي ان يدعمه ويوفر له الأجواء المناسبة خصوصا برنامج وتصريحات احمد عيد تؤكد على دعم المدرب الوطني الحرص على توفير سبل النجاح له، والغريب ان جل الاعلام الاتحادي الذي ينشغل عادة بأمور غيره تناول القضية على استحياء في مختلف الوسائل الاعلامية وكأنه مغيّب او مختطف عن دوره، على الرغم من ان فريقه تنتظره مباريات محلية وآسيوية مهمة ربما ترميه عند الخسارة في حسابات لاتريدها جماهيره الكبيرة خصوصا في دوري (عبداللطيف جميل)، وندرك انها لو كانت مباراة امام بعض الفرق لشنت الحروب الاعلامية وسيقت الاتهامات ضد اتحاد عيد، ولكنها المواقف المتابينة التي تظهر فجأة وتختفي فجأة. المعيبد.. ماهو دوره؟ تجاوزات ضد الرئيس قضية القروني كشفت ايضا ان الفوضى تضرب اوتادها في صميم العمل داخل المنتخبات السعودية وان القرار في الاتحاد السعودي عشوائي ولا أحد يعلم من يصدره، هل هو رئيس الاتحاد ام مسؤول المنتخب ام الأمين العام ام جهات اخرى؟ ابونخاع هو من حرر الخطاب وهو من ارسله، وحسب التسلسل والهيكلة لأي قطاع فإن مثل هذه الخطابات لايمكن توقيعها الا من شخصين هما الرئيس او الامين العام، وبعد الرفع لها من المشرف العام على المنتخبات (إن كان هناك مشرف) او مسؤول اللعبة، اما ان يُحرر ويرسل اي عضو الخطابات فهذا يعكس عدم التنظيم وغياب الشفافية والاحترافية، ويفترض ان يكون التعليق على اي استفسار من وسائل الاعلام من جانب المتحدث الرسمي عدنان المعيبد الذي نراه مهمشا في الكثير من الحالات بدليل انه لم يخرج ويعلن عن اي قرار او مشكلة او قضية تخص الاتحاد السعودي، وان فعل ذلك فهو بعد خروج الرئيس وبعض الاعضاء لوسائل الاعلام على الرغم من ان دوره هو التنظيم الاعلامي وعدم حدوث الازدواجية وكثرة التصريحات التي ينتج عنها التناقض، وليس مثل مايحدث حاليا؟ القروني مدرب طموح لايستحق التعنت ضده في مرة سابقة ارسل الأمين العام الحالي خطابا الى الكثير من المدربين الوطنين بعد مباشرة الاتحاد السعودي لمهامه عقب الانتخابات يفيدهم بالاستغناء عنهم في الوقت الذي خرج مشرف المنتخب الاولمبي بخطاب موجه منه مباشرة الى خالد القروني وطاقمه الفني يؤكد عليهم ضرورة الاستقالة من تدريب الاتحاد والعودة الى العمل في المنتخب الاولمبي الذي لا توجد لديه اي مشاركة خلال الاشهر الستة المقبلة متجاهلا موافقة الرئيس، السؤال (لماذا لم يذيل الخطاب باسم الأمين العام للاتحاد؟) وهل المشرف على المنتخب الاولمبي اقوى من رئيس الاتحاد وأمينه حتى يفرض، ام ان الامر فوضى في فوضى الكل يخاطب ويرسل ويصرح بمفرده عن الآخر، والمضحك ان القروني أخذ الموافقة من احمد عيد (رئيس الاتحاد السعودي) وأكدها عبر تصريحاته قبل ان يأتي عضو عادي وينقض موافقة الرئيس وكأنه هو صاحب القرار، علما بأن المدرب الوطني باشر مهمته منذ اكثر من اسبوع ولم يتحدث ابونخاع عن ذلك لا من قريب او بعيد، وهنا لابد من مساءلة مشرف المنتخب الاولمبي لاسباب عدة اولا لأنه لم يابه بموافقة رئيس الاتحاد السعودي او يعيرها أي اهتمام او يحترمها، وثانيا لأنه احرج الاتحاد السعودي ووضعه في دائرة الاتهامات وغياب المعلومة الصحيحة، فضلا عن لغة الخطاب التهديدية التي يفترض ان لا تصدر من مسؤول عن منتخب يفترض فيه الهدوء وقياس كل شيء بميزان العقل والشفافية والتفاهم، واذا كان ذلك يحدث من شخص وضعت فيه الثقة وانه الافضل والاكثر قدرة على ادارة الامور فلا تنتظروا الا المزيد من الاخطاء والاخفاقات. هم اي اتحاد الكرة- يؤكدون ان العضو واي شخص يعمل في مكان حساس كالمنتخبات واللجان لابد ان يكون ذا سجل مميز وخال من التجاوزات والقرارات التأديبية، في الوقت الذي من يدير العمل هو من صدرت بحقه قرارات تأديبية في اعوام مضت؟، اذا لماذا هذا التناقض، وكيف يسمح الاتحاد السعودي ان تشوه صورته بهذه الطريقة؟ أبونخاع هل أصبح أقوى من الرئيس؟ احمد عيد تحدث والمعيبد صرح وابونخاع تكلم عن قضية تدريب القروني للاتحاد، هل الأمر يحتاج الى هذا الزخم الاعلامي والحضور عبر الفضاء والاذاعة والصحف؟ ثم لماذا تمت الموافقة في المرة الاولى على تدريبه للفريق امام النهضة والعين الاماراتي، وتم منعه من تكملة بقية المشوار في هذا الوقت بالذات؟ ما حدث لم يضع العراقيل في طريق القروني المدرب الوطني الطموح الذي اراد استغلال الفرصة والاستزادة من التجارب في تدريب الاندية والمنتخبات، ولكنه جدد كشف عورة الفوضى في الاتحاد السعودي وكيف تدار الامور، وكيف ان هناك اعضاء اصبحوا اقوى من الرئيس والأمين وانهم يتصرفون تصرفات لا علاقة لها بالعمل المؤسساتي الذي يتحدث عنه الرئيس، اما السؤال الآخر (ماهو دور المتحدث الرسمي بالضبط، وهل هو فقط الخروج بعدما يصرح ويخاطب الرئيس والامين وبقية الاعضاء)؟ الذي نعرفه ان المتحدث الرسمي في اي جهة كانت، رياضية وغيرها هو من يذيع اي شيء له علاقة بالجهة التي يعمل بها فور صدورها وايصالها الى وسائل الاعلام، اما مايحدث حاليا فهو اشبه بتحجيم للمتحدث وعدم الاقتناع بدوره.