لم يدر في خلد الفنانة فيروز لوهلة أن مطلع أغنيتها المشهورة "زوروني كل سنة مرة" سيكون شعارا لمعظم الأطباء العاملين في المستشفيات المرجعية والتحويلية الكبرى في المنطقة، ذلك أن كثرة المراجعين وشدة الازدحام وطول الانتظار يدفع بالأطباء لإعطاء المرضى مواعيد بعيدة وزيارات متباعدة. وإذا أراد بعض الأطباء كسر هذه القاعدة "الفيروزية" وإعطاء المرضى مواعيد أكثر قربا، أدى ذلك إلى تراكم المرضى في العيادة وتزاحمهم وازدحامهم مما يؤثر سلبا على متابعتهم ومعالجتهم. وينطبق هذا الوضع في المقام الأول على عيادات السكري بسبب قلة المختصين عددا أو قلة المتبحرين في هذا المجال علما. قد يعتقد البعض خطأ أو جهلا أن حل هذه المشكلة أمر سهل وذلك بزيادة عدد الأطباء المختصين أو زيادة عدد عياداتهم. قد لا يكون هذا الحل ممكنا على المدى القريب وذلك نتيجة التزايد الكبير لعدد الحالات المحالة والمحولة لهذه المستشفيات وتخريج المتخصصين في هذا المجال قد يحتاج إلى بعض الوقت. قد يكون هذا الحل مناسبا على المدى البعيد ولكن ليس على المدى القريب. وهناك حلول قد تساعد في حل هذه المشكلة المتفاقمة وتعمل على حلها جزئيا وهي مراكز الرعاية الصحية الأولية. وهي مراكز وإن تواجدت في أحياء كثيرة إلا أنها غير مفعلة بالقدر المرجو، إما بسبب تواضع مستوى الأطباء فيها أو عدم توفر وسائل العلاج المتقدمة مما قد يفقد ثقة الكثيرين فيها. إن تفعيل مراكز ووحدات السكري التابعة لوزارة الصحة تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح إذا توفر فيها المختصون ذوو الكفاءة المطلوبة.