تشهد قرية نجران التراثية بالجنادرية إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان الذين يتعرفون على تاريخ المنطقة الضارب في القدم ويطلعون على نماذج من تراث المنطقة في العهد القريب وطريقة البناء والحرف اليدوية إضافة إلى ركن لمتحف الأخدود الذي يعرض قطعاً أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 2200 سنة قبل الإسلام. وأوضح المشرف على جناح منطقة نجران عبدالله صالح مصلوب أن زوار الجناح سيشاهدون ثلاث نماذج من المباني التقليدية في المنطقة، وهي المبنى الأساسي ويسمى "الدرب" ويتكون من 6 أو 7 طوابق تقريباً، ويكون داخل حصن محاطاً بأسوار طويلة جداً تصل ل 4 أو 5 أمتار، ويكون للمبنى بوابتين أو ثلاث ويسكنه عدد من العوائل الذي تجمعهم صلة قرابة، وذلك عائد لوقت ساد فيه الخوف والخطر، ولكن بعد دخول الأمن والأمان أصبحت العوائل تخرج من "الدرب" وتسكن في النوعين الأخرى من المباني "المشولق" و"المقدم". شرح لمنطقة الأخدود الأثري والحائط وعن الحرف اليدوية المشاركة في جناح المنطقة، أشار مصلوب أن الحرف اليدوية المشاركة في الجناح لهذا العام تقدر ب 18 حرفة مختلفة، مضيفاً أن منطقة نجران تتميز بكثرة الحرف اليدوية التي مازالت محتفظة بها، ومازالت تمارس في المنطقة في سوق الحرف اليدوية، تحت دعم وتشجيع من إمارة منطقة نجران ومن هيئة العامة للسياحة والآثار. ومن أشهر الحرف في منطقة نجران صناعة الجنابي، وصناعة المواد الجلدية الخراز، والميزم والمشراب، إضافة إلى الحياكة وصناعة الطبول، وصناعات الخزف والخوصيات. شرح لختم الأخدود وأوضح عبدالله مصلوب أن العاملين بهذه الحرف من كبار السن وبتشجيع من إمارة المنطقة بدؤوا في تعليم أبنائهم أسرار تلك المهن والحرف حفاظاً عليها من الاندثار. وبين مصلوب أن المشاركين الأساسين في الجناح هم الأمارة، والتي خصص لها مبنى "الدرب" لعرض عدد من المقتنيات الأثرية القديمة، من أدوات التخزين والطبخ، إلى الحلي والملابس النسائية، والخناجر والملابس الرجالية، أما مبنى "المقدم" فقد خصص لجامعة نجران لتعرض ما لديها من برامج ومن دراسات، ومسرح القرية الذي تشرف عليه هيئة السياحة والفنون، وتقدم عليه عدد من الفنون المتواجدة في نجران ومحافظاتها، مثل الزامل والطبول والرازف والصيعريات، إضافة لقسم خصص لمتحف الأخدود. وأوضح سعيد جمعان آل سعيد المرشد السياحي والمشرف على قسم متحف الأخدود والذي يجيد ثلاثة لغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، أن المتحف الموجود في مدينة نجران يعرض عدد من القطع التي يعود تاريخها إلى 2200 سنة قبل الإسلام، إضافة لكتابات بلغة الحمير والمسند التي لا يستطيع أحد قراءتها ولم يتمكن أحداً من فك رموزها، ويعرض قسم المتحف في الجنادرية صوراً ونماذج من القطع الأصلية الموجودة في المتحف الأصلي بنجران. ومن أبرز المعروضات في المتحف ختم مدينة الأخدود، فعندما يأتي الزوار من السودان أو الصومال أو اليمن، أول ما ينزلون مدينة الأخدود يختم لهم ويتجهون إلى الحجاز أو الشرق، كما يعرض في المتحف صوراً لتماثيل قديمة أهمها تمثال رأس الأسد وتمثال الجمل، إضافة إلى الكنز القديم الأثري والرحى، وعملات من الأخدود ومجموعة من المباخر، وحائط الأخدود وما يحتويه نقوش ورموز أثرية. من الحرف اليدوية بنجران من الحرف اليدوية بنجران منظر عام لقسم الحرف اليدوية بنجران