يكاد يجمع معظم متابعي أحداث كرة القدم السعودية على تميز لجنة الاحتراف في اتحاد كرة القدم التي يقودها الدكتور عبدالله البرقان، بفضل شفافيته وتواصله مع الجميع وسعيه الجاد من أجل الوقوف بحزم أمام محاولات الاخلال بالنظام الذي تتبعه لجنته، رغم أن لنظام اللجنة ما له وعليه ماعليه، لكن الكثيرين من هؤلاء يغفلون العمل الكبير الذي تقدمه لجنة المسابقات في الاتحاد، التي يقودها الدكتور خالد المقرن وتضم في عضويتها أحمد العقيل ونعيم البكر وحمد الصنيع وجاسم الجاسم. قدمت لجنة المسابقات في هذا الموسم عملاً مختلفاً ومنظماً بعدما كانت اللجنة أحد أكبر نقاط الضعف في منظومة كرة القدم السعودية في الاعوام العشرة الأخيرة، إذ عانى المشجعون والمتابعون في اعوام خلت من سوء برمجة المسابقات وجدولة الدوري، فضلاً عن التأجيل المتواصل والمتكرر والذي كان على طريقة خدمات "تحت الطلب"، بالإضافة لتداخل المسابقات، ماتسبب في تشتت ذهن المتابع الذي كان بالكاد يفرق بين بطولة وأخرى، وهو ما بدأ بالتلاشي نسبياً في الموسم الماضي وهذا الموسم. من حق لجنة المسابقات أن تحظى بإشادة المراقبين والإعلام، فهي تعمل بشكل واضح وملموس، من خلال إقامة ورش العمل، والاستماع لمطالب الإعلام والجماهير، عدا عن تواصلها المباشر عبر عضو اللجنة نعيم البكر مع مختلف شرائح الوسط الرياضي من خلال "تويتر" والإجابة على أسئلة المهتمين بشؤون مسابقات كرة القدم السعودية، ومن حق الإعلام والجماهير المطالبة بتعزيز هذه النجاحات من خلال مواصلة العمل على تطوير برمجة مسابقات كرة القدم. إعادة تقييم كأس الأمير فيصل خطوة جيدة.. ومشاركة الأندية بالقرار مطلب التوقف الذي يعيشه دوري (عبداللطيف جميل) هذه الأيام، هو أحد الأمور الذي لابد أن تنظر لها لجنة المسابقات على أنها أحد عوامل الضعف التي تحتاج لإعادة نظر، صحيح أن لهذا التوقف مايبرره بالنظر إلى إقامة معسكر المنتخب الأول الذي يستعد لمواجهة اندونيسيا يوم (الأربعاء) المقبل في الدمام، وصحيح أن هذا اللقاء يأتي متزامناً مع تمثيل ستة من فرق دوري (عبداللطيف جميل) للوطن من خلال مشاركة الهلال والاتحاد والفتح والشباب في دوري أبطال آسيا، ومشاركة الرائد والشعلة في دوري أبطال الخليج، وقبل إقامة الدور ثمن النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين، لكن بالنظر إلى تاريخ كل مشاركة من مشاركات هذه الفرق، نجد أنه كان بالإمكان تقليص فترة التوقف، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من الفرق ستحظى بميزة التوقف عن المشاركات لفترة أطول من تلك التي ستتوقف فيها الفرق المشاركة خارجياً، وهو أمر ربما يؤثر على الفرق كافة بعد استئناف الدوري، من حيث تكافؤ الفرص، فالفرق التي توقفت لفترة أطول ستجدها فرصة مناسبة لتجهيز لاعبيها المصابين ومراجعة حساباتها ومن ثم العمل على العودة للعب مباريات الدوري بروح جديدة وبنفس مختلف، وربما يعتقد البعض أن تلك الفرق وأعني التي لاتشارك خارجياً ستعاني من غيابها عن أجواء المباريات، وهذا أمر غير منطقي باعتبار مسابقة الدوري والموسم ككل يعيش مراحله الأخيرة، والفرق بحاجة للراحة أكثر من حاجتها للمباريات، وهذا ربما يؤثر بشكل كبير على أداء الفرق في الجولات الثلاث المتبقية من عمر الدوري، وهي الجولات التي ستحسم أمر الكثير من الفرق قياساً بحدة التنافس بين ثمانية فرق مهددة بالهبوط وتمتلك حظوظاً متفاوتة بالبقاء قياساً برصيدها النقطي ومبارياتها المتبقية. قبل أيام، أقامت اللجنة ورشة عمل لتطوير مسابقة دوري الأمير فيصل بن فهد، وهي المسابقة المغيبة عن المتابعة بفعل نظامها الضعيف والذي لايبعث على التنافس بين فرقها، وهو أمر مميز يعطي دلالة ملموسة على سعي اللجنة لتطوير هذه المسابقة وإنعاشها، وإخراجها من عباءة الهامشية، إذ لايمكن لمسابقة تفرض احترامها أن يكون مصير فرقها معلقاً بما تقدمه الفرق التي تشارك في دوري (عبداللطيف الجميل)، وهنا لابد من طرح تساؤل عن مصير فريق يفوز بلقب هذه البطولة فيما الفريق الأول الذي يشارك في دوري (عبداللطيف جميل) يهبط إلى دوري (ركاء)، فهل ستكون مكافأة هذا الفريق البطل هي الهبوط والإقصاء من النسخة التالية؟!. من الواضح أن لجنة المسابقات تنبهت لهذا الأمر، وهو مايحسب لها، إذ لابد من دراسة هذه البطولة من كل جوانبها من أجل إعادة تقديمها كمنتج كروي مُحترم يمكن أن يكون جذاباً للجماهير والمستثمرين، أو إلغائها احتراماً لاسم الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- ولتقنين نفقات الأندية، وبحسب الأنباء فإن عدداً من المقترحات تمت وستتم مناقشتها من قبل اللجنة، بغرض تطوير هذه البطولة، ومن المؤكد أن دور الأندية وكلمتها يجب أن يكونا حاضرين في اتخاذ قرار يتعلق بهذه البطولة.