محمد العبداللطيف (الغزالي) من لا يعرفه، من لا يشهد له بالخير والصلاح وحب اليتامى والمساكين، من لا يثني على جهوده الكبيرة في حل الأزمات، وفك المعضلات، له بكل حي عمل خير، تشهد له المساجد والجمعيات والطرق والأراضي وفوق هذا ملايين الريالات. تكفل ببناء المدارس والكليات وتبرع بالأراضي ودعم الجمعيات، تبرع بمبان خيرية لمجموعة من المؤسسات، دعم بسخاء لم ولن يمر بتاريخ الزلفي رجل مثله. محافظة الزلفي حق لك البكاء، فالخطب جلل والمصاب عظيم فقدت رجلاً سخر نفسه لخدمتك كان ابناً باراً لك، كان لا يفرق بين رجل وآخر الكل عنده سواسية يدعم ويبتغي بدعمه الأجر وليس الصيت والفخر، فحق لنا الفخر بأمثاله، وأمثاله في الزمان قليل. الشيخ أبو علي عندما تجلس معه لا تحس أنك بجوار واحد من أكبر رجال الأعمال، جعل التواضع شعاره ممتثلاً بقول سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام (ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه)، جعل الله منزلته في الجنة رفيعة عالية. يبتسم لك وكأنه يعرفك وأنت بالأصل من يعرفه لشهرته، مقدماً صدقة بكل ابتسامة (ابتسامتك بوجه أخيك صدقة). عندما تخرج فكرة مشروع خيري فإن الأنظار تتجه إليه وهو لا يمانع بالبدء بالمشروع مهما كان الثمن. اكتظت المقبرة بالمشيعين، كبار وصغار، الدعوات تصدح بالمكان، الحزن يلف الوجوه، المنظر مؤلم، الخطب جلل، لا غرابة في ذلك فالفقيد أسطورة لن تتكرر. امتلأ المجلس الكبير والواسع بالمعزين، حضروا من كل مكان، الدعاء يسمع بكل ركن منه، الكل يعزي الآخر!! ألم أقل إنه ليس فقيد أهله فقط. الصحف أفردت التعازي، ومواقع التواصل الاجتماعي ضجت باسمه، كتَّاب وإعلاميون، أصحاب مكان وشهرة، أناس من عامة الخلق!! لا استغراب فقد قال من لا ينطق عن الهوى (إذا أحب الله عبداً أنزل محبته في قلوب الآدميين). من نعم الله التي حباها محافظة الزلفي أن جعل الفقيد (الغزالي) أحد أبنائها، لله دره من ابن بار، لم يبخل بشيء عليها، دعمها بدعم هو الأكبر، استغل اسمه وصيته للشفاعة بكل شيء يتعثر، أدى دوره الاجتماعي على أكمله وجه، بل زاد عن ذلك كثيراً. صبر واحتسب أثناء مرضه اللهم وفه أجره بغير حساب كما قلت في كتابك الكريم: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). قال عليه الصلاة والسلام: (أنتم شهداء الله في أرضه) ونحن نشهد له بالصلاح والبذل، وحب المساكين، وحب الخير وأهله، نشهد له بطيب النفس، نشهد له بالدعم المستمر والتام للمشاريع الخيرية والتنموية من جمعيات ومدارس وكليات وشوارع ومشاريع متعددة. إنا لله وإنا لله راجعون، إنا لله وكلنا على هذا الطريق سائرون، الكل ذاهب بلا محالة، ولكن السعيد لمن قدم لنفسه جهده وماله، فاللهم ارحم عبدك الفقير لعفوك (الغزالي)، واجعل قبره من رياض الجنة يا عظيم الجلال، اللهم اجعله من أهل اليمين، واجعل منزلته في عليين، اللهم يمن كتابه، ويسر حسابه، اللهم اجعل ما بذل حجاباً له عن النار، يا كريم يا رحيم يا غفار. اللهم أكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يا رب العالمين.