ادى ماتيو رينزي اصغر رئيس حكومة في الاتحاد الاوروبي، وحكومته التي تتألف نصفها من النساء والشخصيات الجديدة، اليمين في قصر كيرينالي الرئاسي في ايطاليا. وقام رينزي البالغ 39 عاما والذي كلفه الرئيس جورجيو نابوليتانو الاثنين تشكيل حكومة جديدة، باداء القسم اولا على الدستور ثم تبعه الوزراء ال16 تباعا. والغائب الوحيد عن هذا الحفل كان بيير كارلو بادوان الذي تم تعيينه وزيرا للاقتصاد والمال والذي توجه الجمعة الى سيدني للمشاركة في قمة مجموعة العشرين على ان يعود مساء السبت الى روما. وتوجه رينزي الذي رافقته زوجته انييس واولادهما الثلاثة مرتدين الوان العلم الايطالي، بالشكر للرئيس نابوليتانو بعد ادائه اليمين. وقام وزراء حكومته الذين توزعوا على صفين، كل بدوره بالامر نفسه، على مراى من عدسات الكاميرات والعائلات المبتسمة. وكتب رينزي وهو رئيس بلدية فلورنسا سابقا، على صفحته على تويتر قبل اداء اليمين "المهمة شاقة لكن نحن ايطاليا، وسنحقق مرادنا. التزامنا: البقاء كما نحن: احرارا وبسطاء". ومع وزرائها ال16 وثلثاهم من الاسماء الجديدة ومع اصغر معدل للاعمار خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (47,8 سنة)، فإن هذه الحكومة تملك نظريا كل ما يلزم "لاعادة الامل" للايطاليين، كما وعد رئيسها ماتيو رينزي. لكن في الوقائع، بحسب تحذيرات الصحف الايطالية، لا شيء مؤكدا. وكتب ايزيو ماورو مدير صحيفة لاريبوبليكا "انها حكومة رينزي ولا شيء سوى ذلك. نساء كثيرات، شبان كثر (...) حكومة مصنوعة من اجل رئيسها". لكنه اضاف ان "رينزي يبدو انه يجتذب كل الغطاء لنفسه، لطاقته السياسية". وهذا الوضع اختصره الزعيم الشاب الجديد بنفسه قائلا "نحن لا نجازف بمسيرتنا فحسب بل بوجودنا ايضا". وهذا الشعور نفسه ظهر على صفحات كورييري ديلا سيرا. فقد اعتبر انطونيو بوليتو ان "هذه الحكومة الجديدة صورة من البحث الدؤوب عما هو جديد من جانب رئيس الوزراء". لكنه تدارك ان هذه الحكومة لها ايضا "حدودها"، مع "برلمان من دون اكثرية انتخابية (حقيقية)"، سيتعين على رينزي، كما الحال مع سلفه انريكو ليتا، الاعتماد على ائتلاف من اليمين واليسار للحكم في مواجهة "اوروبا لا تزال تنظر الينا شزرا". من ناحيتها ابدت صحيفة لاستامبا "شكوكا" حيال قدرة رئيس الوزراء الجديد على "التأثير في اسوأ ازمة اقتصادية شهدتها ايطاليا منذ نهاية الحرب"، مع مديونية ضخمة (اكثر من 130% من اجمالي الناتج المحلي) ونمو شبه معدوم (+0,1% في الربع الرابع من 2013) بعد عامين من الانكماش. واشارت الصحيفة الى وجود "ثلاثة من التكنوقراط فقط" في الحكومة التي تضم بغالبيتها "سياسيين" قسم كبير منهم يفتقر للخبرة، منتقدة ايضا غياب "شخصيات +لانمطية+ كان الجميع بانتظارها". فقد رفض الكاتب اليساندرو باريكو على سبيل المثال تولي وزارة الثقافة.