خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - بركة على هذه الأمة، وعلى بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية، وذلك بحرصه وتفانيه في خدمة دينه وأمته، ووطنه، وشعبه، وحرصه على أمن الوطن وأمانه، وما ننعم به حالياً من أمن وأمان في بلادنا المباركة سببها توفيق الله عز وجل، ثم حكمة ملكنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - فمحبة خادم الحرمين لشعبه، ومحبة شعبه له، ودعاء أبناء الوطن الصالحين لولي أمرهم، ودعاؤهم له، واجتماع العلماء الراسخين على محبة ولي أمرهم، ودعاؤهم له، كل ذلك أمر معروف ومشاهد، يشهد به القريب والبعيد. أرجع بالذاكرة إلى الوراء، فتحملني الذكريات والمواقف مع ضيوفي أعضاء هيئة كبار العلماء، وذلك من خلال برامج الفتاوى واللقاءات الدينية، وأنا أنقل إلى القراء الكرام صوراً من حرص هؤلاء العلماء الكبار الربانيين على وحدة صف أبناء الأمة، وحث الجميع على وحدة الصف ولم الشمل، والاجتماع حول ولي الأمر، والدعاء لأولياء الأمر، والتحذير من التفرق، وشق الصف. - فمن هذه المواقف والذكريات أن سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - كان في نهاية كل حلقة من حلقات برنامج (نور على الدرب) يدعو لولاة الأمر بالتوفيق والسداد على ما يبذلون من جهود مباركة لخدمة الإسلام والمسلمين. - وهذا سماحة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - كان في حديثه الجانبي معي - أثناء تناول الشاي والقهوة - كان دائماً يذكرني أن هذه البلاد المباركة قد رزقها الله وأنعم عليها بولاة أمر مخلصين حريصين على خدمة العقيدة، وخدمة الوطن والأمة، ولذلك كان يكثر - رحمه الله - من الدعاء لهم. - وحين كنا نسجل حلقات برنامج (نور على الدرب) في أيام الشتاء الباردة - أثناء حرب الخليج الثانية - مع سماحة الشيخ ابن غصون - رحمه الله - وذلك بعد صلاة العشاء، كان - رحمه الله - يكثر من الدعاء أن يحفظ الله هذه البلاد وولي أمرها، وأن يعزهم بالإسلام، وأن يعز الإسلام بهم. - وأما العلاّمة الشيخ محمد السبيل - رحمه الله - فقد كان أثناء تسجيلنا معه لبرنامج (نور على الدرب) في منزله بمكةالمكرمة ذات مرة، وقد جاء ذكر الحديث عن مكةالمكرمة، والعناية بها - فإذا به تدمع عينه - وهو إمام وخطيب المسجد الحرام - ويرفع يديه دعاء لولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على ما يبذلون للحرمين الشريفين. وأما مواقفي مع بعض علماء الأمة الذين مازالوا بيننا ألبسهم الله لباس الصحة والعافية فهي عديدة كذلك فمنها دعاء سماحة العلاّمة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - حفظه الله ورعاه - وفضيلة الشيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - وإخوانه كالشيخ الدكتور عبدالله المطلق وفضيلة الشيخ عبدالله بن منيع - يحفظهم الله جميعاً - فهم قريبون من ولاة الأمر يحفظهم الله وهم دائماً يدعون لهم في السر والعلن. وجميع أعضاء هيئة كبار العلماء في وقتنا الحاضر كلهم - ومعهم الدعاة وطلاب العلم - ممن نذروا أنفسهم لخدمة الدين والأمة، كلهم يدعون الله لولاة الأمر بالتوفيق والسداد. إن كل من يتأمل في مشاهد توسعة الحرمين الشريفين، والاعتناء بهما، وتيسير أمور الحج والعمرة لا يملك إلا أن يدعو لولاة الأمر - وفقهم الله - على ما قدموا ويقدمون في هذا المضمار، ولاسيما ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني. ألا فما أعظم سعادة الأمة حتى تنعم بوحدة الصف والكلمة، واجتماع الشمل، وقوة اللحمة بين ولي الأمر وشعبه، بما يرضي الله، ويسر الصديق، ويغيظ العدو. إنني أنصح الشباب أبناء الأمة وأبناء هذا الوطن المبارك أن يكونوا لبنات صالحة في المجتمع وأن يكونوا قريبين من علمائهم، يرجعون إليهم، ويأخذون عنهم، ويقتدون بهم في حبهم لأمتهم ونصحهم للمسلمين، واجتماعهم على ولاة أمرهم، والدعاء لهم بالتوفيق، فإن هذا من أعظم ما يجب علينا لوطننا وأمتنا، ولاسيما في هذا الوقت الذي تصطلي فيه البلدان المحيطة بنا بنيران الفتن والتفرق، مما أدى إلى انعدام الأمن، واضطراب الأحوال، وإزهاق الأرواح المعصومة، والاعتداء على الأموال والممتلكات المصونة، وهتك الأعراض المحرمة. فعلينا جميعاً العمل على حماية بلادنا، وصيانتها عن ذلك، والعمل على رفعة شأنها، وحفظ أمنها وذلك بجمع الكلمة، ووحدة الصف، والنصح لولاة الأمر، والدعاء لهم، ومواجهة الفتن بكل حزم فذلك واجب علينا جميعاً، وهو مرضاة لله تعالى، ونحن مسؤولون عنه. والحمد لله رب العالمين.