سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الربيع الأوكراني» يتمدّد رغم القمع.. ووفد وساطة أوروبي إلى كييف اليوم موسكو تندد ب«محاولة الانقلاب» وتحمّل الغرب والمعارضة المسؤولية.. وواشنطن تدين أعمال العنف «المشينة»
ندّد البيت الأبيض أمس بأعمال العنف "المشينة تماماً" التي جرت في كييف وجدد دعوة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى تهدئة الوضع المتفاقم، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه سيتوجه إلى كييف اليوم رفقة وزيري خارجية ألمانيا فرانك شتاينماير وبولندا رادوسلاف سيكورسكي، في محاولة لنزع فتيل الأزمة وتشجيع الطرفين على الحوار. وقال بن رودس مساعد مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن القومي في مؤتمر صحافي في الطائرة الرئاسية "اير فورس وان"، ان أعمال العنف في العاصمة الاوكرانية حيث وقعت مواجهات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين أسفرت عن 26 قتيلاً، "مشينة تماماً" و"ليس لها مكان في القرن الحادي والعشرين". واضاف "قلنا للحكومة الاوكرانية بوضوح ان من مسؤوليتها ترك الناس يتظاهرون". واضاف "نحن نعارض العنف، أيا كان مصدره، ولكن على الحكومة ان تسحب عناصر شرطة مكافحة الشغب وان تعلن التهدئة وتبدأ محادثات جديرة بالثقة مع المعارضة". هكذا بدا ميدان الاستقلال.. مسرح الاشتباكات في كييف أمس. (أ.ب) وقال "واضح أن الأوكرانيين يعتبرون ان (الحكومة) لا تستجيب لتطلعاتهم المشروعة في الوقت الحالي". ويرافق رودس الرئيس أوباما في زيارة للمكسيك لحضور قمة دول اميركا الشمالية. وشدد الاوروبيون لهجتهم أمس ولوحوا بفرض عقوبات على المسؤولين عن القمع في أوكرانيا التي شهدت مواجهات عنيفة وهجوماً للقوات الخاصة على متظاهرين معارضين أسفر عن سقوط 26 قتيلاً. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس انه سيزور كييف صباح اليوم الخميس مع وزيري خارجية المانيا فرانك والتر شتاينماير وبولندا رادوسلاف سيكورسكي، قبل الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل لمناقشة الوضع في أوكرانيا وإمكانية فرض عقوبات على المسؤولين الأوكرانيين. وقال فابيوس بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري "ينبغي استئناف الحوار السياسي بين المعارضة والنظام". وأضاف "على كل طرف أن يتحرك بصورة سلمية للعودة الى الحوار". من جانبها، ندّدت روسيا أمس بما اعتبرته "محاولة انقلاب" في أوكرانيا ورفضت سياسة العقوبات ووساطة الغربيين. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "في الجوهر إنها محاولة انقلاب". متظاهرون من أنصار المعارضة يأسرون ألكسندر باشكالينكو حاكم منطقة فولين شمال شرقي أوكرانيا. (أ.ب) وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسؤولية الأحداث الى "المتطرفين" الذين يلجأون الى العنف، وإلى المعارضين الذين "رفضوا التسوية" وأيضا الى الغربيين. وأضاف لافروف في تصريحات أدلى بها من الكويت ونشرت على موقع الوزارة "إن دولاً غربية عديدة حاولت بكل الوسائل التدخل وحثت المعارضة على التحرك خارج المسار القانوني (...) وهددت بعقوبات وما زالت". وتابع ان الغربيين اغفلوا بشكل "مخجل" رؤية الاعمال المتطرفة "بما فيها النازية الجديدة والمعادية للسامية". ولفت الى أن روسيا تحذر الغربيين من مغبة "الاصرار في مساعي الوساطة"، معتبراً ان "شركاءنا الاوروبيين لعبوا دور الوسطاء بما يكفي". وقالت الخارجية الروسية أن "أوكرانيا بالنسبة لروسيا دولة صديقة وشقيقة، شريك استراتيجي، وسنستخدم كل نفوذنا من أجل عودة السلام والهدوء الى هذا البلد". من جهته، أكد ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث عبر الهاتف مع نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش، وقال ان موسكو لا تؤثر على السياسة الأوكرانية. وقال بيسكوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس ان "الرئيس الروسي لم يعط أبداً ولا يعطي نصائح" لنظيره الاوكراني حول ما يجب فعله وهو "لا ينوي اعطاء نصائح له في المستقبل". وتتهم المعارضة الاوكرانية الرئيس يانوكوفيتش بالانصياع للكرملين منذ ان عدل في اللحظة الاخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي من اجل التقارب مع روسيا. وأعلنت الأجهزة الأمنية الأوكرانية أمس اطلاق عملية "لمكافحة الارهاب" في سائر ارجاء البلاد ضد مجموعات متطرفة اعتبرتها مسؤولة عن تجدد اعمال العنف. وقالت الاجهزة الامنية في بيان "ان المجموعات المتطرفة والراديكالية تهدد بتحركاتها حياة ملايين الاوكرانيين". واضافت "في هذا الظرف قرر جهاز الامن ومركز مكافحة الارهاب في اوكرانيا اليوم (أمس) شن عملية لمكافحة الارهاب على الاراضي الاوكرانية". وأضافت "نشهد اليوم استخدام القوة بصورة متعمدة ازاء أهداف محددة، من خلال اشعال الحرائق والقتل واحتجاز الرهائن وترهيب السكان لأغراض اجرامية. كل هذا باستخدام أسلحة نارية". واضاف المصدر ان أكثر من 1500 قطعة سلاح و100 الف قطعة ذخيرة باتت "في أيدي المجرمين" منذ الثلاثاء، معلنا أن أوكرانيا باتت تواجه "اعمالا ارهابية محسوسة".