من خلال اهتمام الرئاسة العامة للسياحة والآثار بدأت أعمال التنقيب عن كنوز الآثار في الدوادمي بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين سنة. فالعينات التي جمعت من هناك على يد الدكتور ويلن (Whalen) ورفاقه أصبحت مجال اهتمام عالمي. رسالة الدكتوراه للدكتور جفري روز عام 2006م كانت عن الاستيطان القديم في الجزيرة العربية، ومن خلال عينات أخذت من أكثر من 15 موقعا بما فيها الدوادمي ووادي فاطمة ومواقع في قطر ومسقط وحضرموت تبين ومن خلال فحص عمر الأدوات المستخدمة بطريقة (Isotope dating U234/Th230 ) أن العينات المستخرجة من الدوادمي هي الأقدم.* وقد بدأت الرئاسة العامة للسياحة والآثار بتوجيهات من رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بالتعاون مع جامعة إكسفورد لإجراء مسح شامل عن الاستيطان في المملكة في عدة مواقع. وفي ظل المعلومات أعلاه لم يكن مستغربا من بروفيسور بتراجليا أن يطلب بأن يأخذوه للدوادمي، وكان له ما أراد وبدأ بإتمام ما بدأه العلماء الأمريكيون والفرنسيون قبل أكثر من ثلاثين عاما. الأمير سلطان بن سلمان تابع بنفسه أعمال التنقيب في موقع صفاقة جنوبالدوادمي، كما تابع مواقع أخرى. أرجو أن يكون ذلك فاتحة خير لأن الدوادمي من أهم نقاط دراسة الفترة الآشولية المتوسطة والقديمة حيث كانت قبل مئات الآلاف من السنين عبارة عن منطقة بحيرات عذبة كما ورد في عدة مصادر (إن وجود بحيرات المياه العذبة في ذلك الوقت وما تجتذبه من نباتات وكائنات حية مع توفر صخور الأنديسيت والريوليت من القاطع الصخري" الحزم أو السناف"- الصالح لصنع أدوات صخرية - جعل من وادي صفاقة مركز استيطان ما قبل التاريخ، ومن هنا لم يكن مستغرباً أن نجد 26 مركزا آشوليا هناك خلال تنقيبات عام 1982-83م، معظمها يعود إلى ربع مليون سنة على الأقل) * هذه نقطة البداية ولكنها ليست كل شيء. فهناك مواقع مجهولة تماما، الاستيطان في مجيرات وسمرة والسدرية حديث نسبيا (3000-4500 عام) ولكنه لم يدرس. تاريخ جبل مأسل الجمح – كما كان يسميه عبدالله فلبي - يحتاج جهدا كبيرا لدرجة أن النقش السبئي (قبل 2500 عام) الموجود فيه على صفحتين صخريتين في مدخل احد أودية مأسل. هذا النقش لم يترجمه سوى عبدالله فلبي وإن كانت الترجمة صحيحة فهو يتحدث عن بناء حصن في مأسل لحرب عرب كسبماو في "دمدمضمو" ويعتقد فلبي أن تلك الكلمة هي أصل كلمة دوادمي. فأين الحصن ومن هم عرب كسبماو؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى جهود مضنية للإجابة عنها وللبحث عن الحصن المدفون تحت الرمال في سفوح جبل مأسل. وأقترح إنشاء متحف للاستيطان القديم يكون مقره قصر الملك عبدالعزيز بالدوادمي وأن يلحق به كرسي بحث تابع لجامعة إكسفورد حيث أبدوا رغبتهم في ذلك. شكراً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان حفظه الله وشكراً للعلماء ومرحباً بجامعة إكسفورد في ربوع بلادي. * المراجع: HYPERLINK "http://www.safarix.com/0131113909" \o "Understanding Human Evolution, Fifth Edition" Understanding Human Evolution, Fifth Edition, Jeffery K McKee, Frank E Poirier, W. ScottMcGraw-All of The Ohio State University بتراجليا HOMININS IN ARABIA AND SOUTH ASIA, MICHAEL D. PETRAGLIA 2005. وألن Early mankind in Arabia by Norman Whalen and David Pease, Ancient Arabia 2006.