أعرب الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور عن اندهاشه مما يتردد في بعض وسائل الإعلام الغربية عن عودة الحكم العسكري إلى مصر. وقال منصور خلال لقائه الأحد مع وفد برلماني بريطاني إنه مندهش مما يسمعه أو يقرأه في هذا الصدد"، مشيراً إلى أنه لا يدري إن كان ذلك يرجع لجهل بالحقائق أم لمحاولات متعمدة لطمسها". وأضاف منصور إنه تولى رئاسة مصر في المرحلة الانتقالية بوصفه رئيسا للمحكمة الدستورية العليا وفقاً للدستور.. والدولة الآن تديرها حكومة مدنية تترأسها شخصية اقتصادية دولية.. أما إذا كان ذلك يرجع إلى اِحتمالات ترشح وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية فإن هذا لن يتم إلا إذا ترك منصبه العسكري.. ومن ثم سيكون وفقاً للدستور له الحق في الترشح كأي مواطن مصري تنطبق عليه شروط الترشح لهذا المنصب التي سيرسيها قانون الانتخابات الرئاسية الذي طرحه للحوار المجتمعي". وأشار إلى أن التاريخ يحفل بشخصيات غيرت مسارها العسكري وتحولت إلى ممارسة السياسة ومنهم رئيس الوزراء البريطاني السابق "وينستون تشرشل". وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي إن الرئيس منصور استعرض خلال اللقاء الخطوات التنفيذية التي يتم اتخاذها لبلورة خارطة المستقبل والتي بدأت بإقرار الدستور الجديد، موضحاً ما تضمنه ضمن جملة أمور أخرى من نصوص في مجال الحقوق والحريات والنهوض بأوضاع الفئات المهمشة في المجتمع المصري.. كما استعرض الرئيس الاستحقاقات التالية لخارطة المستقبل موضحاً أن الانتخابات الرئاسية ستمثل الخطوة التالية من تلك الاستحقاقات وذلك بعد جلسات الحوار المجتمعي التي أجراها سيادته في هذا الشأن على أن يلي ذلك الانتخابات البرلمانية. ورداً على استفسارات الحاضرين، أوضح الرئيس منصور أن الدستور الجديد منح لرئيس الجمهورية الأدوات التي تمكنه من ضمان أن يكون المجلس النيابي المقبل معبراً عن كافة أطياف الشعب وتحديداً المرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والعمال والفلاحين. وحول رؤيته لمستقبل الأوضاع السياسية في مصر وما إذا كانت المسيرة الحالية ستضمن تضميد الجراح المصرية، أشار الرئيس منصور إلى حالة الرضا الشعبي التي سادت معظم فئات الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو وبعد أن عادت مصر إلى هويتها المعتدلة الوسطية، موضحاً أن الشعب المصري حريص على هويته كما أثبت ذلك في ثورة 30 يونيو ورافضٌ التطرف في السلطة مثلما يرفض اليوم ما تشهده البلاد من عنف وإرهاب، ومنوها إلى أنه من الصعب تصور قبول الشعب المصري لأية مصالحة في هذه المرحلة قبل أن تندمل الجراح وتتوافر مقومات مثل تلك المصالحة مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء