يرعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة الملتقى الأوّل للاعتماد المدرسي الذي ينظمه مكتب التربية لدول الخليج العربي بالشراكة الاستراتيجية الاكاديمية مع جامعة طيبة وبتنظيم من نهج للتّدريب والتّعليم وبرعاية "الرياض" اعلامياً يوم الاحد المقبل بالمدينةالمنورة. وقال مدير مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبدالخالق القرني - في مؤتمر صحفي عقده يوم امس بمقر المكتب ان ثقافة الاعتماد المدرسي لم يرسخ بالشكل الكافي في مؤسسات التعليم العام، متطلعاً ان يبدأ المؤتمر ببذر بذرة علمية صحيحة بكيفية تطبيق الاعتماد المدرسي في التعليم العام. وارجع سبب تأخر مجتمعاتنا في تطبيق الاعتماد المدرسي الى عدم استقلالية المدارس, مؤكداً في الوقت ذاته أنه لن يتم ذلك الا عندما تصبح المدرسة مؤسسة ذات استقلالية تامة وقدرات ذاتية، ومبيناً ان الاعتماد المدرسي اكثر وضوحاً في المدارس الأهلية أكثر منه في المدارس الحكومية. واضاف د.القرني ان الطموح لدى وزارت التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي في سبيل تحقيق الاعتماد كبير جداً وجميعها لديها هذا المشروع (الاعتماد المدرسي) لكنها تختلف في المراحل التي وصلت اليها، موضحاً ان دولتين فقط هي التي انتهت من تطبيق الاعتماد على ارض الواقع. وذكر ان المكتب سيدشن العديد من الفعاليات المفيدة على هامش الملتقى الذي دعا مركز الجودة الذي انشأته وزارة التربية والتعليم واليونسكو وكذلك مؤسسة تقويم التعليم التي اقرها مجلس الوزراء مؤخراً الى التجاوب والاستفادة من مخرجات هذا الملتقى. وأعرب د.القرني عن شكره لصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن سلمان على رعايته هذا الملتقى، موضحاً انه يشارك به كوكبة من المتحدثين والجهات المهتمة بالاعتماد المدرسي. وافاد ان الملتقى يعمل على تعميق الوعي بأهمية الاعتماد باعتبار مردوده التربوي والاستثماريّ، ومناقشة التّحديات التي تواجه تطبيقه، ويعرض نماذج من الهيئات والتجارب الخليجية والعربية والدولية في مجال الاعتماد المدرسي، مشيراً الى ان برنامجه يحظى بالعديد من النّدوات والمحاضرات وحلقات النقاش المفتوح مع قادة التعليم العام في دول الخليج العربي ومسؤولي مؤسسات الاعتماد المدرسي عبر العالم بالإضافة إلى ورش تدريبية لمديري المدارس وللمشرفين التربويين قصد الإسهام في تأهيل المدارس للحصول على الاعتماد المدرسي، ونماذج ريادية من مدارس عربية وعالمية متميزة. وأوضح انه يضم معرضاً مصاحباً في المجالات التي تدعم الاعتماد المدرسي، وأن عدد الهيئات العالمية والمحلية المشاركة يصل إلى (20) هيئة بينها 8 هيئات دولية، و12 هيئة عربية، ومن المنتظر أن يتم إطلاق عدة مبادرات بين الجهات المشاركة من شأنها زيادة الاهتمام بقضية الاعتماد في منطقة الخليج, ويعد هذا الملتقى فرصة للمهتمين لعمل شراكات استراتيجية واتفاقيات مع أكبر جهات الاعتماد على المستوى العالمي. عدد من الاعلاميين بدوره, لفت مدير عام نهج للتدريب والتعليم الدكتور عبدالاله بن عبدالله المشرف اثناء المؤتمر الى ان الملتقى يهدف الى الإسهام في نشر ثقافة الجودة والاعتماد الأكاديمي في الوسط التربوي الخليجي، ومساعدة القيادات التّربوية على تأهيل المدارس للحصول على الاعتماد المدرسي المحلي والدولي، وتوفير بيئة مناسبة لمسؤولي التعليم العام في دول الخليج لاقتراح الحلول الفعّالة للشّأن التعليمي، وإتاحة الفرصة لملاك المدارس والمستثمرين في مجال التعليم لتبادل الخبرات وبناء الشّراكات بما يُسهم في تطوير العائد الاستثماري للمدارس، بالإضافة إلى مساعدة المشاركين في المؤتمر على الاستفادة من التجارب المحلية والإقليمية والعالمية في مجال الاعتماد المدرسي، وإثراء المكتبة العربية بمنظومة تثقيفية تدريبية في مجال الاعتماد المدرسي. وبين ان البرنامج يستهدف وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء، والشركات والمؤسّسات التربوية، والمدارس الأهلية والعالمية، ومنسوبي وزارة التربية والتعليم، والجهات والأفراد ذات العلاقة بتجويد التعليم والاعتماد المدرسي, بالإضافة إلى كلّ المهتمّين بالشأن التّعليمي الخاص منه والعام. واضاف د.المشرف أن الملتقى يركز على اربعة محاور الاول بعنوان (الاعتماد وقيادة التغيير "تجويد المخرجات"), و(خارطة الاعتماد المدرسي "فرص التحسين"), و(المعايير الخليجية للاعتماد المدرسي "رؤية مشتركة"), و(تجارب خليجية رائدة في الاعتماد المدرسي "نحن والعالم"), وتم تخصيص ندوة لكل محور. ويتخلّل الملتقى ورشتان تدريبيتان الأولى بعنوان (تأهيل المديرين للاعتماد المدرسي), والثانية تعنى بتأهيل المشرفين للاعتماد المدرسي, وستقام الورش في عدة قاعات بعضها للمديرين والاخرى للمشرفين التربويين وتضم عدداً من المحاور الخاصة بالمديرين من اهمها مقدمة حول الاعتماد ومراحله، ومعايير الاعتماد، والتقويم الذاتي للمدرسة، والخطة التطويرية، وتقرير الدراسة الذاتية، وزيارة الاعتماد، وما بعد الزيارة. واما البرنامج الخاص بالمشرفين فيشتمل على مقدمة حول الاعتماد ومراحله، ومعايير الاعتماد، ولجنة الاعتماد الاسس والمهارات، وزيارة الاعضاء المبدئي، وزيارة الاعتماد النهائي، وتقرير الاعتماد، وما بعد الاعتماد.