تنتظر العاصمة الرياض يوم 12 ربيع الآخر 1435ه لبدء عرسها الثقافي السنوي "الجنادرية 29"، والتي دأبت على احتضانه كل عام، لتقدم من خلاله فصولًا من التظاهرات الثقافية المحلية والخليجية والعربية والتراث الوطني العريق. وتحولت أرض مهرجان الجنادرية هذه الأيام إلى خلية نحل؛ جمعت الكثير من المشاركين في المهرجان الذين يشرفون على اللمسات الأخيرة لتجهيز الأركان والمعارض والأجنحة التي تضم العديد من الفنون التقليدية والألوان التراثية المشهورة من أنحاء هذا الوطن. قائد وحدة أمن وحراسة معسكر الجنادرية اللواء عبد الرحمن الزامل، أوضح أن الترتيبات للجنادرية 29 بدأت بعد نهاية الجنادرية 28 مباشرةً، وبين أن اللجان العاملة اهتمت بشكل كبير في معالجة السلبيات، والعمل على تعزيز الإيجابيات. وبين اللواء الزامل أنهم ركزوا في عملهم على تأمين وسائل السلامة في جميع مرافق أرض المهرجان، وتوفيرعيادة طبية وسيارات إسعاف مزودة بكامل الاحتياطات اللازمة، إلى جانب الحرص على سلامة المأكولات والمشروبات. وأفاد أن أرض الجنادرية تشهد توسعاً باتجاه الجنوب الشرقي، وزيادة مواقف السيارات باتجاه البوابة الجنوبية، مع استمرار الاستراتيجية المعتمدة في زيادتها أمام البوابات الأخرى، لاسيما الغربية التي تشهد كثافة في أعداد الزوار. وأوضح اللواء عبدالرحمن الزامل أن وزارة الحرس الوطني تعمل بتنسيق تام مع مختلف الأجهزة الأمنية المشاركة في المهرجان لتنظيم دخول الزوار وخروجهم بكل يسر وسهولة من الجنادرية، بالإضافة إلى تنظيم تنقلهم داخل سور الجنادرية بالتعاون مع أجهزة عدة مثل: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من جانبه أكد مدير العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية اللواء محمد المرعول، أن الوزارة تولي المهرجان الوطني للتراث والثقافة أهمية قصوى، استناداً لعدد الزوارالكبير الذين يتوافدون عليه، وتحرص على تعريفهم بخدمات قطاعاتها، خاصة الجديدة منها، وجهودها في خدمة الوطن والمواطن والمقيم. وأثنى خلال جولته في أجنحة قطاعات وزارة الداخلية في الجنادرية، بالجهد المبذول لإظهارها بالشكل المأمول منها. وفي معرض وزارة النقل، قال المشرف على المعرض فيصل القحطاني الذي يتابع عن قرب إكمال بناء المعرض، إن الوزارة تهدف من مشاركتها هذه إلى التعريف بنشاطها وما استحدثته من مشاريع تعنى بالمواطن ورفاهيته، مفيدًا أن المؤسسة العامة للموانئ استحدثت موقعًا لها هذا العام ليشكل نقلة نوعية في العرض واستقطاب الجماهير. وحرصت وزارة الزراعة من خلال مبناها التراثي على تزويد الزائر بالمعلومات والصور التي توضح له أنواع البيئات الزراعيّة والثروة السمكية التي تتمتع بها المملكة، وأحاطت موقعها بمساحات خضراء مزروعة تجعل من المكان حديقة يستأنس بالجلوس فيها الجميع. وشهدت أركان إمارات المناطق عملاً دؤوباً في تطوير أماكنها وطريقة عرض تراثها وحضارتها حيث اهتم الجميع باستحداث طرق عرض تقنية جذابة تستقطب الجمهور الزائر للمهرجان، وتجعله مع موعد مع التشويق والمتعة والفائدة في آنٍ واحد. وعمل المشاركون في السوق الشعبي على تنويع معروضاتهم التي ستكون في متناول زوار المهرجان بغية تلبية رغبات مختلف شرائح المجتمع، بينما تستعد المزرعة التقليدية لاستضافة منطقة جازان هذا العام، ليظهر أهالي جازان للزوار تفاصيل عملهم في الزراعة والبناء. وكان لدول الخليج المشاركة حضوراً في هذه الاستعدادات، حيث تابعت اللجان المنظمة مع سفاراتها وسهلت لها العمل مبكراً للظهور بالشكل المأمول، الذي يمكن الزائر من الوقوف على إرثها ونهضتها. التجهيزات في السوق الشعبي تسابق مع الزمن لإنهاء مبنى تراثي جناح الأبحاث الزراعية