في مقدمة كتبها المربي الفاضل عثمان الصالح لديوان أشرعة الليل للشاعرة عزة فؤاد شاكر، تحدث عن الشعر وذائقته الشعرية حيث يعجبه الشعر المقفى وتواشيح الأندلسيين تطربه وأوزان الخليل بن أحمد يؤمن بها ويعتقد أنها اليوم وبعد اليوم هي المقياس للشعر وزناً. أما الشعر المنثور فهو لا يقرؤه ولا يميل إليه لا لأنه ليس جيداً ولا لأنه لا يحتوي معانى سامية وأفكاراً جيدة، ولكن بسبب عدم ارتياحه لقراءته، وينتقل للحديث عن عزة فؤاد شاكر والتي كانت إحدى تلميذاته في معهد العاصمة النموذجي للبنات والتي عرف بأنها طالبة مجدة، ولا يستغرب بأن تكون شاعرة بالوراثة كأبيها، ومع اعتقاده أن الشعر والعلم ليسا وراثة، ويذكر بأنها طلبت أن أعلق على ديوانها على الرغم من أنه شعر منثور وهو يرى أن بضاعته في الشعر عامة خاسرة ولا يجد ما يعلق به على ديوانها حيث وقف في حيرة أمام هذا الديوان يقول المربي الفاضل عثمان الصالح: «إن قلت أحسنت فلا أملك ذلك في ميدان لست من فرسانه.. وإن قلت لم تجد فقد ظلمت نفسي في التعريف بالإجادة وأنا غريب على هذا الفن.. ولكن أقول بكل صراحة أن على الأستاذ الأديب سعد البواردي والشاعر الدكتور الوزير غازي القصيبي والأديب الناشئ «مسافر» أن يقولوا كلمتهم فهي الكلمة المسموعة والكلمة التي إذا قالوها فهمت عنهم ومنهم على أنها معدنها الكريم ومن أصلها الصحيح. هذه المقدمة أرادتها الشاعرة عزة شاكر كبطاقة تقدير وعرفان لهذا الأستاذ الجليل عثمان الصالح، وهذا التقدير امتداد لود لوالدها فؤاد شاكر - رحمه الله الذي تعتز به موجهاً ومربياً وأستاذاً له منزلته في الشعر والنثر والصحافة، وله أكثر من ديوان وكان آخر كتاب له صدر بعد وفاته هو «الملك عبدالعزيز، سيرة لا تاريخ» وقد أوردت سيرة حياة والدها وتغنت بحب الوطن إضافة إلى العديد من القصائد الوجدانية. في قصيدة بعنوان كلمات للذكرى، تقول: كلمات مبعثرة لا تدري إلى أين أين يأخذها الهوى إلى قمة حب عالية أم تلقى إلى آخر الهاوية كلمات ضلت طريقها إلى متى تجاهل حبها. وتبقى القصيدة للذكرى كما أرادتها الشاعرة عزة فؤاد شاكر على الرغم من مرور قرابة الثلاثين سنة على صدور ديوانها أشرعة الليل عن دار العلوم بالرياض.