لجأ تشو ليانغ وهو بائع عمره 30 عاما يعيش في شنغهاي إلى استخدام السجائر الالكترونية تاركا تدخين السجائر المعتادة عندما أصبحت زوجته حاملا، واستخدام السجائر الالكترونية غير شائع في الصين رغم انها أكبر مننتج لهذه السجائر في العالم. وابتكر باحث طبي صيني السجائر الالكترونية قبل نحو عشر سنوات، وتسد بلده كل الطلب العالمي تقريبا، ويتزايد استخدام السجائر الالكترونية عالميا لكنها لا تشكل إلا جزءا ضئيلا من صناعة السجائر التي تقدر قيمتها بحوالي مئتي مليار دولار. وزيادة الوعي العام بمخاطر التدخين إلى جانب تبني الصين موقفا صارما من التدخين في الأماكن العامة يتيحان فرصة أمام السجائر الالكترونية لتحقيق نجاحات داخل أكبر سوق للتبغ في العالم. وقال تشو "مع حظر التدخين في المزيد والمزيد من الأماكن، أجد نفسي أستخدم السجائر الالكترونية أكثر". ومنذ بدأ في استخدام السجائر الالكترونية قبل ست سنوات لأسباب صحية أخذ تشو في بيعها بنفسه ليتسع نطاق هذه الصناعة من الاقتصار على التصدير إلى البيع في السوق المحلية. وتباع معظم السجائر الالكترونية في الصين عبر الانترنت حيث لاتزال التشريعات الحكومية بشأن التدخين غير صارمة، بينما تحظر بلدان مثل سنغافورة والبرازيل السجائر الالكترونية حاليا. وتتمركز صناعة السجائر الالكترونية في مدينة شينتشن بجنوب الصين حيث تنتج شركات صينية حوالي 95 بالمئة من الانتاج العالمي. وينظر إلى السجائر الالكترونية باعتبارها بديلا أقل خطورة على الصحة من التدخين اذ يمنع غياب الاحراق بعضا من الاثار الجانبية لتدخين التبغ. غير ان عدم توفر أدلة علمية على المدى الطويل تؤكد سلامة وفعالية السجائر الالكترونية يمثل إشكالية كبيرة دفعت منتقدين مثل الجمعية الطبية البريطانية إلى التحذير من مخاطر الاستخدام غير المقنن لها. ويتوقع بعض المحللين أن تتخطى مبيعات السجائر الالكترونية نظيرتها التقليدية في غضون عشر سنوات. ونمت مبيعات السجائر الالكترونية في الولاياتالمتحدة بنسبة 115% سنويا بين عامي 2009 و2012 وقد تصل النسبة إلى 240% هذا العام بحسب تقديرات الخبراء. وتقول بعد التقديرات إن السوق العالمية للسجائر الالكترونية قد تزيد خمسة أمثال إلى عشرة مليارات دولار بحلول 2017.