جذب الضباب الكثيف بمرتفعات الشفا والهدا والقرى الواقعة على سلسلة جبال السروات جنوبالطائف الزوار للاستمتاع بهذه الأجواء المميزة التي تتخللها الأمطار الخفيفة، وشهدت متنزهات الهدا والشفا اقبالا لافتاً من الأهالي الذين خرجوا لقضاء الوقت في التنزه بعيداً عن صخب المدينة وزحامها، وتجمعت الكثير من العائلات على ضفاف الأودية التي سالت عقب الامطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، وجاء الإقبال على اودية الاقيلح ووادي غزال والفرع والمحمدية وقامة وسط تحذيرات متكررة من ادارة الدفاع المدني بالمحافظة بعدم الاقتراب من التجمعات المائية ومصبات السيول بالاودية خشية قيام الاطفال بالسباحة أو الاقتراب من المواقع الخطيرة دون معرفة بعواقب مثل هذه الأمور خاصة وان المنطقة شهدت عددا من حالات الغرق لأطفال وشباب خلال مواسم الامطار الماضية في أودية الشفا والجنوب. كما تجمعت أعداد كبيرة من الشباب في الهدا قادمين من مختلف المناطق والمحافظات القريبة، بينما نشطت مبيعات الشاي على الجمر والمشروبات الساخنة مثل القهوة بأنواعها والسحلب، ويمارس العديد من زوار المرتفعات هواية الطبخ والشواء في الهواء الطلق، وسجلت المقاهي المغلقة والمقاهي الشعبية في المواقع السياحية نسبة ارتياد عالية حيث يقضي الشباب أوقاتهم في المقاهي التي تقدم خدمات متنوعة ومشروبات ساخنة وباردة وبعض المعجنات الخفيفة بينما يفضل كبار السن المقاهي الشعبية التي تنتشر على جنبات الخطوط الدائرية بالشفا والهدا. واستغلت المطاعم هذه الاجواء الشتوية بتقديم مأكولات شعبية يفضلها الاهالي والزوار في مثل هذه الاوقات مثل السليق والمندي والمضغوط والمدفون وسط اقبال مرتفع من زوار المنطقة، وتفضل العائلات إحضار المأكولات الشعبية مطبوخة من قبل ربة المنزل وتناولها في المتنزوهات حيث تجتمع الاسر على سفرة الطعام في المواقع السياحية، موقدين الحطب للحصول على التدفئة اللازمة بينما يتدثر الصغار بملابس قطنية وصوفية ثقيلة حتى لا يتعرضوا لأمراض الشتاء الفيروسية. وعلى الرغم من كثافة الضباب خلال ساعات المساء الا ان الحركة المرورية تنشط في المواقع السياحية التي باتت مفصداً للكثير من محبي الطقس الشتوي الذين يجدون المتعة في الخروج والتنزه بعد الاستعانة بالملابس الصوفية وعباءات الفرو.. ويقدم باعة الذرة المشوية والشاي الطائفي خيارات أخرى للتدفئة الطبيعية. الضباب يملأ الأرجاء بمرتفعات الهدا