لم يكن عام 2013 أفضل من سابقه درامياً حيث لا يزال المجال الدرامي ضعيفاً ويفتقر للتنوع سواء على مستوى الدراما المحلية أو الخليجية أو العربية. ومع ذلك فلم يخل العام من ومضات قليلة تستحق الذكر في هذا التقرير: مسلسلات الثورات العربية دراما الثورات العربية تسيطر على المشهد..واجتماع النجوم أكبر من مستوى أعمالهم! كانت أبرز سمة للأعمال التي قدمت خلال عام 2013 تقديمها قصصا وواقع الثورات العربية وأسبابها وتداعياتها وآثارها، وكانت مصر وسوريا أكثر الدول العربية التي انطلقت منها مشاريع أعمال درامية ترتبط بشكل أساسي بواقع الثورات التي مرت بها، وشهد شهر رمضان الماضي عرض العشرات من المسلسلات على القنوات العربية وأصبحت قضايا الشأن العام من انتخابات وخطاب سياسي ديني إضافة إلى قضايا الفساد حاضرة بقوة في هذه المسلسلات، ومن أهمها مسلسل "موجة حارة" الذي يرصد التمهيد المنطقي لأحداث 25 يناير عبر توثيق حالة الفساد والانهيار الاجتماعي في مصر، وأيضاً مسلسل "على كف عفريت" بطولة خالد الصاوي الذي يتناول واقع المسؤولين والنافذين في مصر بعد انهيار جهاز الشرطة المصري يوم 28 يناير عام 2011، فيما يكشف مسلسل "تحت الأرض" دور الأجهزة الأمنية قبل ثورة يناير في أكثر من عملية في خلق الاضطرابات الاجتماعية في مصر. ومن المسلسلات المهمة في هذا الجانب مسلسل "اسم مؤقت" الذي يتجاوز قيام الثورة ويبدأ في عرض المنافسة على الانتخابات الرئاسية والصراعات غير الشريفة بين رجال أعمال ورجال من التيارات الدينية على هذا المنصب. عادل إمام.. "العراف" عادل إمام.. العراف أما مسلسل "العراف" لنجم الكوميديا عادل إمام فيستفيد بطله من قيام الثورة وهروبه من السجن ضمن الهروب الكبير، فيعود إلى استغلال الظروف المفككة التي تعيشها البلاد للقيام بأكبر عمليات نصب على رجال الأعمال. نقد درامي لحكم الإخوان وقدمت الفنانة إلهام شاهين في هذا المسلسل رؤية ساخرة على نظام حكم الإخوان المسلمين من خلال عملها في مستشفى للأمراض النفسية. أما في ما يتصل بالخطاب الديني فيبرز مسلسل "الداعية" لهاني سلامة الذي يناقش التطرف والحياة، ومسلسل "خلف الله" للفنان نور الشريف الذي يتحدث عن خدع يقوم بها شيخ يشفي الناس فيلتف حوله مريدون يؤمنون بقدراته الخارقة. وفيما يتعلق بالواقع السياسي والبعد التاريخي يأتي مسلسل "فتاة اسمها ذات" ليرصد التاريخ المصري منذ ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 من خلال تطور شخصية فتاة تدعى "ذات" - تؤديها الفنانة نيلي كريم - وصولاً إلى ثورة 25 يناير 2011. نظرة على الثورة السورية من الأعمال السورية التي نسجت قصصها على وتر الثورة السورية يأتي مسلسل "تحت الهوا" ليحكي قصة محطة إخبارية وكيفية تغطيتها الأحداث واختلاف المواقف بين العاملين في هذه المحطة مع التركيز في ما يجري في الأراضي السورية، ويحاكي مشاهد الواقع السوري ابتداء من الثورة المصرية، مروراً بالليبية وتفاعل الشعب السوري معها وانتهاء بالمعاناة الإنسانية التي يمر بها أبناء المخيمات. وعلى العكس منه يأتي مسلسل "الولادة من الخاصرة: منبر الموتى" ليحمل روحاً مؤيدة للنظام السوري وإن لم يصرح بها وذلك انطلاقاً من كون المشاركين في بطولة المسلسل هم من الممثلين المؤيدين للنظام ومنهم قصي خولي وعابد فهد. العمل يتحدث ويعايش الثورة السورية التي وصفت من قبل صناع العمل بمصطلحات فضفاضة مثل الأحداث الراهنة في سوريا كما استعرض الثورة على أنها أزمة يمكن أن تمر وتبقى الدولة أي النظام قائماً. رحلوا في 2013 شهد العام رحيل عدد من نجوم التلفزيون من أهمهم الفنان المصري جمال إسماعيل والسوري سليم كلاس ومواطنه نضال سيجري إلى جانب نجمة الفن العربي الكلاسيكي زهرة العلا. جمال إسماعيل سليم كلاس نجوم يلتقون أول مرة ناصر القصبي وعبدالرضا.. دويتو جديد ناصر القصبي وحسين عبدالرضا شهد عام 2013 أول لقاء فني بين النجم الكويتي حسين عبدالرضا والنجم السعودي ناصر القصبي في مسلسل "أبو الملايين" الذي عرض على شاشة mbc خلال شهر رمضان الماضي، ورغم أن المسلسل حقق نسبة مشاهدات عالية جداً إلا أن مواقف كثير من النقاد والجمهور كانت متقاربة جداً حول ضعف الحبكة الدرامية للمسلسل وعدم وصولها لمستوى نجومية أبطاله حيث كان يتوقع الجمهور والنقاد عملاً أكثر تميزاً وبمستوى هذين النجمين. المسلسل يروي قصة أخوين أحدهما كويتي والآخر سعودي يعيشان في دبي وتحصل بينهما قصص ومواقف بطلها الرئيسي المال. عبدالله السدحان وسعد الفرج كما شهد العام المنصرم اجتماع الفنان عبدالله السدحان والفنان الكويتي سعد الفرج في مسلسل "هذا حنا" الذي قدم على شاشة التلفزيون السعودي ورغم أنه لم يكن لقاءً كبيراً ومطولاً في مشاهد وحلقات متعددة بينهما إلا أنها كانت محاولة جادة من السدحان أن يقدم نموذجا متقاربا لما فعله صديقه القصبي مع حسين عبدالرضا، ولكن النتيجة لم تكن بمستوى الطموحات. حياة الفهد وسعاد عبدالله وأيضاً من أهم اللقاءات الفنية التي رسمت ابتسامة جميلة في عام 2013 تمثلت في عودة رفيقتا الدرب سعاد عبدالله وحياة الفهد في مسلسل واحد بعد فراق دام أكثر من 20 عاماً، وذلك من خلال مسلسل "البيت بيت أبونا" حيث كان آخر عمل جمع الفنانتين هو مسلسل "سليمان الطيب" في التسعينيات، "البيت بيت أبونا" مسلسل اجتماعي في قالب كوميدي ناقش العديد من القضايا الاجتماعية من الواقع المعاصر، ودارت أحداثه حول شقيقتين مطلقتين تعيشان في بيت واحد مع والدهما وأبنائهما، وطرح العديد من المشكلات الاجتماعية بين الشقيقتين من ناحية وأبنائهما من ناحية أخرى. محمد حمزة وخالد الطخيم كما تحقق في عام 2013 أول لقاء فني جمع الفنان السعودي القدير محمد حمزة والمخرج خالد الطخيم وذلك عبر المسلسل التراثي "أهل البلد" الذي صور في الطائفوجدة ويعبر عن مكة وأهلها ويروي عدداً من القصص الاجتماعية الجميلة. عادل إمام ومحمود ياسين بدأ الفنان المصري عادل إمام في نهاية 2013 تصوير عمل درامي سيتم عرضه في شهر رمضان المقبل وهو مسلسل "صاحب السعادة" ويلتقي فيه أول مرة مع النجم الكبير محمود ياسين. الصاوي في «كف عفريت» من مسلسل «فتاة اسمها ذات»