في مثل هذا الوقت من كل عام يفرح السعوديون وتغمر مجالسهم أحاديث ميزانية الخير السنوية حيث ينطلق التفاؤل والاستبشار بما ترصده الدولة لتنمية وإعمار هذا الوطن. وهكذا تمضي السنوات تلو السنوات ووطننا يضع لبنة فوق أخرى ويشيد صرحا تلو الآخر على نحو جعل بلادنا تسابق الزمن وتأخذ مكانتها السامقة إلى جوار الدول المتقدمة التي تنعم بالرخاء والاستقرار وماذاك إلا بفضل من الله على هذه البلاد المباركة ثم بما يبذله ملوك هذه الدولة في سبيل رقيها وتطورها في جميع القطاعات التعليمية والصحية وغيرها. لقد شاعت البهجة ولله الحمد في نفوس المواطنين وهم يشاهدون قائد مسيرتهم المظفرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- وهو يتحدث لهم حديث الوالد المحب والمخلص لهذا الوطن وأهله، كيف لا؟ وهو يحث –رعاه الله- الوزراء كلا فيما يخصه على مقابلة الناس وعدم إقامة الحواجز أو الترفع عن الاستماع لاحتياجاتهم. كيف لا؟ وهو يقول – حفظه الله – قابلوا شعبكم صغيرهم وكبيرهم كأنهم أنا. إن هذه العاطفة وهذه المحبة هي ديدن هذا الملك الفارس الذي يبادل شعبه حباً بحب، والحق أنه نهج متوارث لملوك هذه البلاد المباركة. الحمد لله دائما وأبداً الذي تكرم على هذه البلاد بينابيع الثروة ووافر الرزق والتي تعلن مع ميزانية كل عام وتفصل فيها أوجه صرفها على تنمية هذا الوطن ورخاء قاطنيه في كل قطاعات ومناشط الدولة، وقد جاءت مخصصات الهيئة العامة للغذاء والدواء حافلة بالزيادة ولله الحمد بصورة تيسر للهيئة تحقيق أهدافها المرسومة بالقدر الذي سيحفزنا – نحن منسوبي الهيئة- للسعي الحثيث لتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- وولي عهده الأمين رئيس مجلس إدارتنا وقائد مسيرتها الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-. إن اعتماد المخصصات المالية لهيئة الغذاء والدواء والتي زادت عن ماخصص لها في العام الماضي حيث بلغت هذا العام (1.066.930.000) ريال إنما هو تعبير عن حرص الدولة رعاها الله على كل مايخص صحة المواطن والمقيم على أرض هذه البلاد الطيبة وسعيها لتأمين سلامة الأغذية والأدوية والمنتجات الطبية. مرحباً بأيام الميزانية. ومرحباً بأيام الخير التي تعيشها هذه البلاد في كل يوم وشهر وعام. والحمد لله على هذا الخير العميم وعلى الاستقرار والأمن الذي نعيشه في هذا الوطن. والحمد لله على كل نعمه ظاهرة وباطنة ونسأله تعالى أن يحفظ علينا هذه النعم وأن يرزقنا شكرها ورعايتها.