تأسس برنامج كفالة لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة عام 2006م، بدعم من وزارة المالية والبنوك المحلية المشاركة في البرنامج برأس مال قدره 200 مليون ريال سعودي (50٪ من وزارة المالية و 50٪ من البنوك المحلية المشاركة) وأُسندت إدارته لصندوق التنمية الصناعية السعودي، لتسهيل حصول أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة على التمويل اللازم، وذلك من خلال تغطية نسبة من مخاطر البنوك (80٪ من قيمة التمويل وبحد أقصى 1.6 مليون ريال سعودي) في حالة إخفاق النشاط المكفول عن سداد التمويل أو جزء منه، ولتشجيع البنوك على تمويل تلك النوعية من المنشآت وتوسيع دائرة المستفيدين من البرامج التمويلية الحكومية. ويهدف البرنامج إلى مساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الحصول على التمويل الاسلامي اللازم لتطوير وتوسيع أنشطتها، وتشجيع المؤسسات المالية على التعامل مع قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى جذب شريحة جديدة من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي لم تعتد على التعامل مع جهات التمويل وذلك لتنمية وتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتحقيق دورها الهام في الاقتصاد الوطني من خلال مساهمتها في توفير فرص عمل جديدة، وتنمية المحافظات الأقل نشاطاً اقتصادياً. وفي حال رغبة صاحب المنشأة الحصول على تمويل من أحد البنوك بكفالة البرنامج فإن ذلك يتطلب التقدم مباشرة لأحد البنوك المشاركة في البرنامج، والحصول على طلب الكفالة واستيفاء كافة البيانات الواردة في الطلب، ويرفق به صور من كافة المستندات المطلوبة والمتعلقة بالنشاط، ويقوم البنك بدوره بدراسة وتقييم طلب التمويل المقدم من العميل في ضوء المعايير المعمول بها لديه، وفي حال موافقة البنك على منح التمويل المطلوب، يقوم البنك بموافاة البرنامج بهذه المستندات وكذلك موافقته على منح التمويل المطلوب وطلب كفالة البرنامج الموقعة من العميل، ثم يقوم البرنامج بدراسة وتقييم الطلب وفي حال الموافقة على إصدار الكفالة، يقوم البرنامج بإشعار البنك والعميل بالموافقة على إصدار الكفالة لاستكمال الإجراءات اللازمة للحصول على التمويل. م.أسامة المبارك *وما أبرز الأنشطة والقطاعات الاقتصادية التي تجد إقبالاً من طالبي الحصول على كفالة تمويل من البرنامج؟ - يمتد نظام الكفالة لتغطية كافة الأنشطة الاقتصادية بجميع أنحاء المملكة سواءً كانت هذه الأنشطة قائمة أو تحت التأسيس، ومما لا شك فيه فإن زيادة عدد الكفالات المعتمدة لبعض القطاعات دون غيرها يعتمد في المقام الأول على ظروف العرض والطلب المرتبطة بالحالة الاقتصادية للبلاد، وهذا ما يؤكده عدد الكفالات المعتمدة، فقد تصدر قطاع التشييد والبناء (الأعمال الانشائية - الصيانة والتشغيل - مقاولات فرعية) اجمالي عدد الكفالات التي اعتمدها البرنامج منذ بدايته عام 2006 وحتى نهاية شهر نوفمبر عام 2013 من حيث الأهمية بنسبة (53٪)، يليه في الأهمية قطاع التجارة بنسبة (15٪)، ثم القطاع الصناعي بنسبة (14٪) وقطاع خدمات المال والأعمال بنسبة (7٪)، وقطاع الخدمات الاجتماعية والجماعية والشخصية بنسبة (5٪). أما القطاعات الأخرى فمثلت نسبته (6٪) من اجمالي عدد الكفالات المعتمدة حتى نهاية نوفمبر لعام 2013م. * هل حقق برنامج كفالة الأهداف المنشودة؟ - مما لا شك فيه أن طموحات البرنامج كبيرة، علماً بأن الأرقام المحققة تعتبر ممتازة ولكن البرنامج يطمح للمزيد في ظل قوة الاقتصاد السعودي، وقد حقق برنامج كفالة منذ انطلاقته أرقاماً تجاوزت التوقعات المنشودة له من خلال قيمة التمويل ومبالغ الكفالات فعندما نلاحظ أن البرنامج في عام 2006م اعتمد عدد 51 كفالة استفادت منها 36 منشأة فقط، وفي عام 2013م وحتى نهاية الربع الثالث اعتمد البرنامج 1,804 كفالات استفادت منها 875 منشأة، هذه المقارنة البسيطة التي أنتجت عن وصول البرنامج إلى أرقام وانجازات فاقت التوقعات المنشودة له. إضافة إلى ذلك هناك أهداف أخرى كتفعيل التعامل بين المؤسسات المالية وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة فقد أنشأت بعض البنوك المشاركة في البرنامج حديثاً مراكز متخصصة بقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتوطيد العلاقة وتفعيل التعامل والتعاون بين جهات التمويل وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ونحن الآن في إطار إعداد دراسة استراتيجية تنفيذية للخمس سنوات المقبلة لتعزيز ما حققه البرنامج من انجازات على مستوى قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة. هل هناك تمييز في تقديم الخدمة للمنشآت بين المدن الرئيسية والمدن النائية؟ لا يوجد تمييز فالمستفيدون من البرنامج من جميع أنحاء المملكة، ولكن البرنامج يسعى إلى دعم وتطوير المناطق الأقل نمواً وحث البنوك على تسليط الضوء على تلك المناطق، إضافة إلى المشاركة وحضور الفعاليات التثقيفية والتوعوية أو البرامج التدريبية لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة فيها. * كم عدد المنشآت التي استفادت من البرنامج؟ وكم حجم التمويل المقدم من البنوك المشاركة؟ - منذ انطلاقة البرنامج وحتى نهاية شهر نوفمبر 2013م، اعتمدت إدارة البرنامج عدد (6,987) كفالة استفادت منها (3,973) منشأة صغيرة ومتوسطة منتشرة في جميع مناطق المملكة الإدارية، وبقيمة إجمالية للكفالات بلغت (3,461) مليون ريال مقابل اعتماد للتمويل بلغت قيمته الإجمالية (6,956) مليون ريال. * ماهي جهود البرنامج لمواجهة التحديات وزيادة الفعالية؟ - سعت إدارة البرنامج إلى مواجهة التحديات التي واجهت البرنامج في بداياته، والمتمثلة في عدم تفاعل بعض البنوك لتمويل أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة حتى بوجود كفالة البرنامج بالإضافة إلى تواضع الدعاية والترويج من قبل البنوك للتمويل تحت مظلة البرنامج، وكذلك الفهم الخاطئ من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة لبرنامج "كفالة" وأهدافه وآلية عمله وعدم استيفائهم لمعايير المصارف والبنوك الائتمانية، وعدم إلمام البعض بكيفية إعداد واستكمال ملف طلب التمويل بما في ذلك إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع من خلال عمل الآتي: 1- عقد اجتماعات دورية مع الإدارات العليا بالبنوك المشاركة للتنسيق ومناقشة خطط البنك الخاصة بتمويل أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة. 2- زيادة دور الغرف التجارية الصناعية ومراكز دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في عقد اللقاءات والندوات في المناطق الأقل نمواً لتبادل الخبرات بين الممارسين الذين يساندون تنمية مشروعات الشباب الرائدة وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة. 3- تنظيم ندوات وبرامج توعوية للشباب السعودي للتأكيد على أهمية الريادة والعمل الحر وفوائد تأسيس مشروع خاص ودور القطاع الخاص في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. 4- زيادة البرامج التدريبية والتأهيلية لأصحاب المنشآت القائمة أو تحت التأسيس. 5- التنسيق مع المؤسسات والشركات الكبرى للإعلان عن الفرص الاستثمارية المتاحة من خلال المواقع الالكترونية لهذه المؤسسات ومراكز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرف التجارية الصناعية. 6- توجيه الشباب إلى الجهات الخاصة بدعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وآلية الحصول على رأس المال. 7- التركيز على زيادة الدعاية والترويج للبرنامج بالتعاون مع جهات التمويل المشاركة في المناطق الأقل نمواً. 8- إقامة العديد من الدورات تدريبية لمنسوبي المصارف والبنوك ولمديري مراكز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الغرف التجارية الصناعية. * نبارك لكم حصول برنامج كفالة على جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، ماذا تعني لكم هذه الجائزة؟ - بداية نقدم الشكر لمؤسسة الشيخ محمد بن راشد لدعمها المتواصل لشريحة الشباب وخلق بيئة تنافسية بين رواد الأعمال في العالم العربي للارتقاء في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتأتي الجائزة التي حققها البرنامج عن أفضل صندوق تنمية لعام 2013م على مستوى الوطن العربي مترجمة لجهود البرنامج وانجازاته في فترة قياسية في تنمية وتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وفي إشراك القطاع المصرفي السعودي وزيادة مساهمته في دعم وتمويل هذا القطاع الحيوي الهام، حيث يعمل البرنامج باستمرار على تحقيق هدف تطوير بيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتنمية أداء الاقتصاد السعودي وفق الرؤية الاقتصادية للمملكة وذلك بدعم متواصل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الامين - حفظهما الله -. كما أعرب عن شكري لمعالي وزير المالية لدعمه المتواصل للبرنامج ومتابعة أدائه وتذليل الصعوبات التي تواجهه.