أعلنت دار أزياء (ديتشيه كياك) التركيّة للشقيقتين إيجي وعائشة إيجهاسم عن الفائز بجائزة جميل الثالثة، وذلك عن مجموعة من 19 قفطاناً بعنوان (تباين إسطنبول) مستوحاة من عناصر معمارية مختلفة من آثار إسطنبول مثل فسيفساء آيا صوفيا التي تعود إلى العصور البيزنطية. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح مصمم أزياء للمنافسة على الجائزة التي بلغت قيمتها 25 ألف جنيه استرليني (150 ألف ريال سعودي). وقد تميزت أجواء يوم إعلان النتائج بكثير من الحماس ومشاعر الصداقة بين الفنانين المرشحين، حيث اعتبر الجميع أن ترشيحهم للجائزة هو الفوز الحقيقي إذ حظي الجميع باهتمام متساوٍ من الصحافة والجمهور. وقد كانت روح التصميم والفن العربي والإسلامي هي القاسم المشترك بين الفنانين العشرة من شتى بلدان العالم. الفنان (ناصر السالم) بجوار أعماله الثلاثة، متحف فيكتوريا وألبرت (لندن)، 2013م و قد عرضت ثلاثة أعمال للفنان السعودي ناصر السالم، هي عمل (كلّ)، بالإضافة إلى عملين بعنوان (اهدنا الصراط المستقيم) أحدهما عبارة عن شاشة صغيرة شبيهة بجهاز تخطيط القلب تعرض وميضاً ضوئياً للآية مكتوبة بخط مجرّد، والآخر عبارة عن نسخة مكبّرة لنفس التخطيط على ورق بياني، ويعبّر فيها الفنان عن الرغبة التي يحملها كل شخص في قلبه من العثور على الطريق السليم وعبور الصراط، أما تلك الاضطرابات الصاعدة والنازلة للخط فهي انعكاس لإخفاقات الإنسان في الحياة التي سرعان ما يتداركها ليعود على الصراط المستقيم. أما الفنان الأذربيجاني (فائق أحمد) فقد عرض عملين من السجاد التقليدي المصنوع يدوياً لكنه قام بإضافة تشكيل جديد معاصر في كل منهما، ففي الأول قام بإكمال الزخرفة بنفس الألوان التقليدية المستخدمة ولكن بشكل وحدات البكسل الخاصة بتصاميم الحاسب الآلي لترمز للمعاصرة، أما الثاني فقد قام فيه بالتلاعب بأحجام الوحدات الزخرفية لتبدو كما لو كانت تُرى من خلال عدسة من الزجاج المقعّر. هذا التشويه للسجاد هو تعبير من الفنان عن اعتراضه على تكرار النماذج والتصاميم التقليدية في صناعة السجّاد في أذربيجان، فهو يؤمن أن التطور والإبداع يستلزم التحرر من التكرار والتقليد الغشيم. ويذكر أحمد أنه لا يحمل مشاعر سلبية تجاه الماضي كما أنه لا يؤيّد التخلي عنه تماماً في سبيل المعاصرة وإنما يريد فقط إيجاد نوع من التوازن بين الاثنين. في حين يخطو الفنان اللبناني (باسكال زغبي) خطوة للأمام حيث يأتي عمله (خطوط 29 حرفاً) توثيق لمشروع يهدف لاستمرار الخط العربي قام فيه باستحداث خيارات جديدة من الخط العربي لتتماشى مع التصاميم المعاصرة. حيث أسس باسكال (استديو خطوط 29 حرف) وقام من خلاله بالترويج لخطوط جديدة صمم حروفها بنفسه، في محاولة لجذب المستثمرين للإقبال على استخدام الخط العربي في منشوراتهم. كما يعلّم باسكال الخط في الجامعة اللبنانية حيث يعمل كمحاضر في قسم التصميم. الجدير بالذكر أن باسكال مشارك أيضاً في تصميم الحروف المستخدمة في عمل آخر مرشّح لجائزة جميل الثالثة وهو للمصممة (ندى دبس).