سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا تستعد لاستخدام الصواريخ المجنحة والعابرة للقارات لضرب الإرهاب الدولي بوتين تابع على متن الطائرة «تو 160» والمدمرة «بيوتر» عمليات إطلاق تجريبية ..
تصدرت إعلانات الرئيس الروسي حول أن روسيا ستستخدم الصواريخ المجنحة لضرب معاقل الإرهابيين في كل مكان ليس فقط من خلال الطابع النوعي لهذه الإعلانات بل لأنها جاءت حسب -نيوز إنفورم - من خلال متابعته لتدريبات حية جوية وبحرية في المجالات الاستراتيجية العسكرية. فلأول مرة يظهر الرئيس الروسي بلباس طيار حربي يستعد للإقلاع بطائرة استراتيجية عملاقة هي تو 160 حيث عرضت قناة -إن تي في- الروسية ريبورتاجاً مثيراً لهذه التجربة حيث استمر التحليق خمس ساعات كاملة نحو مدينة أوليني غورسك في الشمال الغربي وإبان التحليق جرى تجريب إطلاق أربعة صواريخ جديدة بالغة الدقة إلى أبنية مهجورة في حقل تدريب في منطقة فاركوت حيث تم تصوير هذه التجارب لأول مرة وأصابت الصواريخ أهدافها بدقة متناهية بعدما سجلت في منظوماتها الكومبيوترية الإحداثيات اللازمة. نشير هنا إلى أن معطيات وزارة الدفاع تشير إلى اعتماد هذه الصواريخ مؤخرا في التسليح الجوي كونها تفوق جميع مثيلاتها السابقة في دقة إصابة الأهداف حتى على بعد ألفي كيلومتر. لم يقتصر الأمر على ذلك فقد رافقت طائرة الرئيس بوتن طائرتان استراتيجيتان أخريان من نفس النوع وتم تزويد الطائرة بالوقود في الجو رغم أنها تستطيع الطيران بوقودها الأولي 12 ألف كيلومتر كما اندفعت الطائرة بما يزيد مرة ونصف عن سرعة الصوت وهبطت كذلك إلى ارتفاعات منخفضة جداً. الطريف في الأمر أن الطيار أتاح للرئيس بوتن قيادة الطائرة لبضع من الوقت بنفسه حيث علق بوتن على ذلك قائلاً بأن ذلك يعطي شعوراً بارتياح جميل جداً كما لو أنه يطير في الحلم. القسم الثاني الأكثر إثارة من هذه الجولة العسكرية للرئيس الروسي كان في متابعة مناورات أسطول بحر الشمال حيث كانت القيادات البحرية الحربية بالغة القلق نتيجة إخفاق تجربتها السابقة قبل عام ونصف تقريبا وبوجود الرئيس بوتن آنذاك باعتباره القائد العام للجيش والقوات المسلحة من هنا اعتبرت إذاعة صوت روسيا نجاح التجربة حدثا بالغ الأهمية حيث تم إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من الغواصة الذرية - يكاترينبورغ - التي كانت في الأعماق في حين حدد الأخصائيون العسكريون مكان ظهور الصاروخ من الماء وكان الرئيس الروسي يتابع هذه العملية من على ظهر المدمرة الذرية العملاقة -بيوتر العظيم- حيث انطلق الصاروخ عابرا نصف الكرة الأرضية تقريبا في 40 دقيقة نحو الشرق الأقصى وأصاب هدفه بدقة عالية مما دفع بوتن إلى التعبير عن ارتياحه وإطلاق تصريحاته النوعية المتعلقة بالحرب الصاروخية ضد الإرهاب بعد نجاح التجارب الصاروخية من الجو ومن أعماق البحر. هذه النتائج المشجعة دفعت الرئيس بوتن إلى التشديد على أن أمن البلاد بات مضموناً، معترفاً بأن الوضع كان بداية التسعينات مأساوياً حين رست السفن الحربية في موانئها وغفت الطائرات في مدارجها دون حراك وكان وضع القوات المسلحة مزرياً إلى درجة أن العسكريين والضباط كانوا يتعرضون للازدراء وحتى الضرب من قبل المواطنين المتذمرين في حين تقام الآن أوسع وأكبر المناورات والتدريبات بما في ذلك في عرض البحار. وأكد الرئيس بوتن على خلفية هذه النتائج حسب - ر.ب.ك - على ضرورة متابعة تطوير القوات المسلحة بل والإعداد لإنتاج أحدث أنواع الأسلحة التي تستجيب لمتطلبات العصر لما بعد عام 2020 مركزا على أن الحكومة ستستمر في زيادة تمويل ميزانية الدفاع بمقدار 15-20٪ سنويا. المثير في مناورات أسطول الشمال أن لقطات غير عادية قد عرضت في بعض القنوات التلفزيونية تظهر الرئيس الروسي في الوقت الذي تم فيه اكتشاف عمليات تجسسية من قبل سفن وطائرات الناتو في محيط دائرة العمليات ( وخاصة من النرويج وبريطانيا ) وقد ابتسم بوتن ابتسامة ذات دلالة حيث أشارت التعليقات بغمز واضح إلى أن هؤلاء من ( المراقبين ) وعلق قائد أسطول الشمال الأدميرال ميخائيل أبراموف - حسب فيستي رو - بمزاح ساخر أن القوات البحرية الروسية ستجري قريبا مع الأصدقاء النرويجيين مناورات مشتركة فرد وزير الدفاع على الفور ضاحكاً مع الشركاء فالأصدقاء بالنسبة لنا هم من في جيشنا وقواتنا البحرية.. متابعاً النظر إلى الأفق حيث سفينة تجسس ناتوية. والمثير أيضا على خلفية هذه العمليات التجسسية أن سيناريو المناورات يتضمن تشكيل جناح - شرقي - لديه مهمات في عمق البحار لتنفيذ إطلاقات صاروخية - نووية - وتشكيل جناح آخر (غربي- خصم ) بقصد إعاقة تنفيذ هذه المهمات مما يستدعي المناورة والتكتيك الحربي وإشراك الطائرات وسفن الإسناد العديدة. المهم في هذا وذاك أن العسكريين الروس يؤكدون في تصريحاتهم أن هذه المناورات أساسا ليست بهدف إرعاب أحد بل للتأكيد أن لدى روسيا أسلحة جبارة قادرة على الدفاع عن أمنها وقادرة على مواجهة الإرهابيين أينما كانوا.