تعثرت وساطة السودان بين مصر وإثيوبيا في التوصل لاتفاق بشأن الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي وأحال وزراء المياه بالدول الثلاث عقب مباحثات انتهت بالخرطوم النقاط العالقة إلى اجتماع ثالث يعقد يومي 4 و5 من يناير المقبل في نفس المكان. وانعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي في إطار جولة ثانية من المفاوضات حول السد المثير للجدل بهدف إيجاد آلية للمشاركة بين الدول الثلاث للوصول إلى أقصى منفعة متبادلة من السد وتقليل آثاره السلبية. وحاول وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني الجديد معتز موسى بمعاونة الوزير السابق أسامة عبدالله، تقريب وجهات النظر بين الطرفين بلا جدوى، ولم تنجح الوساطة في جمع وفدي البلدين إلا في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية. وقالت تقارير صحفية سودانية أمس إن الوفدين المصري والإثيوبي قدما ورقة حول نقاط الخلاف، وقدم الوفد السوداني ورقة توفيقية من الورقتين. وقال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالمطلب للصحافيين عقب المباحثات "توصلنا لاتفاق حول نقاط وما زالت نقاط أخرى عالقة... وهذا متوقع". وأعلن الوزير السوداني معتز موسى، للصحافيين عقب الاجتماعات نجاح المباحثات، مؤكداً أن الدول الثلاث اتفقت على تشكيل لجنة خبراء محليين قوامها 12 خبيراً، أربعة لكل دولة، يعهد إليهم تقرير دولي أُعد في مايو الماضي، أوصى بتشكيل لجنة لدراسة وتقييم آثار السد. وكانت مصادر أفادت أن الجانب المصري طالب بخبراء دوليين في لجنة تقييم آثار سد النهضة لكن إثيوبيا تمسكت بأن يكون الخبراء من الدول الثلاث فقط. وبدأت إثيوبيا تشييد السد العملاق بتكلفة 4,7 مليارات دولار، على مسافة 20-40 كلم من حدود السودان، وباكتماله في 2017، سيصبح أكبر سد بأفريقيا والعاشر عالمياً في إنتاج الكهرباء. وقال موسى في بيان تلاه بحضور وزير الموارد المائية والري المصري، ووزير الري الإثيوبي، إن الوزراء عالجوا عدة قضايا تخص متابعة تنفيذ توصيات اللجنة الدولية حول السد، وتبقت قضايا محدودة، سيتم معالجتها في اجتماع ثالث بالخرطوم في يومي 4 و5 من يناير القادم.