ولد لاتور 1593 -1652 في بلدة فيك الفرنسية، ثم رحل إلى مدينة لونيفيل في عام 1620، حيث أقام استديو للرسم هناك، ولعل التأثيرات الفنية المتعددة على دي لاتور، يمكن أن تفسر سر عبقريته. وكان للمناظر الطبيعية التي تحيط بمدينة لونيفيل أثرها أيضاً في تكوين الشخصية الفنية عند دي لاتور. واشتهر الفنان باللوحات التي تصور الحياة الليلية، وفيها استخدم التظليل أي أسلوب توزيع الضوء والظل على مساحات اللوحة، خاصة في لوحات المتسولين بوجوههم البائسة وأصابعهم النحيلة، وفي لوحة «استراحة الجنود» بدا واضحاً ذلك الاستخدام الرائع للضوء والظل، حيث كانت الشمعة هي المصدر الوحيد للضوء. قام برحلتين حددتا تطوراً مهماً في فنه، كانت الرحلة الأولى «1620 - 1630م»، إلى هولندا حيث تأثر فيها بالفنانين هناك، وتعلم أن يرسم ضوء النهار الواقعي، ففي عام 1630م رسم دي لاتور لوحة «المولود الجديد» وهي عبارة عن مشهد يضم عائلة تحتفل بمولدها الجديد، وتمتاز هذه اللوحة بالوجوه الفاتنة والنزوع إلى المرح والرقة والمزج الرائع بين اللونين الأحمر والبنفسجي بالرغم من أنه رسم عدة لوحات بعد ذلك كان فيها مصدر الضوء خفياً. وبين عامي «1631- 1640» ذهب دي لاتور إلى باريس، وتأثر هناك بالفن الفرنسي الذي كان يميل إلى الأسلوب الكلاسيكي أي نبل الموضوع وصرامة الخطوط ورصانة الألوان وانتقاء العاطفة.