هل تتحقق أحلام النهوض باتحاد كتاب مصر وتطويره ككيان ثقافي فاعل؟ سؤال يتردد في الأوساط الثقافية بمصر، ويبدو أن الإجابة عنه تسير في الاتجاه الذي يُرضي المسؤولين عن الاتحاد، وعلى رأسهم الأديب والكاتب محمد سلماوي الذي تم انتخابه في مارس الماضي رئيساً للاتحاد خلفاً للراحل فاروق خورشيد، وقد وعد سلماوي منذ ذلك الحين بالعمل على تطوير الاتحاد وتحسين أوضاعه ليصير كياناً فاعلاً قادراً على استيعاب متغيرات العصر ومستجداته، وإعلاء كلمة أدباء وكتّاب مصر الذين هم عقل الأمة وضميرها، والتخلص من الكثير من العراقيل والمشكلات والإحباطات. وقد بدأت خطوات محمد سلماوي بتمكنه من الحصول على دعم لميزانية الاتحاد المالية على نحو مقبول من جانب وزارة الثقافة المصرية، وبعقد الاتحاد لمجموعة من الندوات واللقاءات الثقافية المهمة، أبرزها اللقاء المفتوح مع أديب أمريكا اللاتينية الشهير باولو كويلو. وها هي مجموعة من الخطوات الجديدة يعلن اتحاد كتاب مصر عن قطعها على طريق التحقق والتميز في الحقل الثقافي، فقد بدأ الإعداد الجاد لإصدار مجلة أدبية عن اتحاد الكتاب خلال الأسابيع المقبلة؛ يتولى الناقد الدكتور جابر عصفور رئاسة تحريرها، وتستقطب أقلام نخبة من الكتّاب والمبدعين والمفكرين المصريين والعرب، على أن تكون المجلة محتفظة باستقلاليتها التامة عن الاتحاد، وتضطلع بإثارة النقاش حول القضايا الفكرية والثقافية الملحة في مصر والعالم العربي كله. ومن جهة أخرى، يقيم اتحاد كتاب مصر في نوفمبر المقبل احتفالاً بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه تحت عنوان «الكاتب والمستقبل .. اتحاد كتاب مصر في ثلاثين عاماً»، ويناقش المؤتمر عدداً من القضايا الفكرية والأدبية الجادة، منها: حقوق الملكية الفكرية، وحرية الإبداع، والنشر الإلكتروني، ودور الترجمة في حوار الحضارات، وغيرها، كما يتضمن المؤتمر عقد مجموعة من الندوات والأمسيات الشعرية والموائد المستديرة. وقد وجهت الدعوة إلى عدد من المبدعين والمفكرين العرب للمشاركة في المؤتمر، ومنهم: الروائي السوداني الطيب صالح، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، والروائي السوري حنا مينا، وغيرهم. كذلك، على صعيد ثالث، فإن مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر عاقد العزم على تحقيق هدف استعادة مقر اتحاد الكتاب العرب من سوريا إلى مصر مرة أخرى، وذلك بعيداً عن إحداث أي انقسامات عربية، حيث إن قانون اتحاد الكتاب العرب ينص على إجراء انتخابات كل أربعة أعوام، ومن حق أية دولة عضوة أن ترشح نفسها، وبالتالي فمن حق مصر أن تترشح، وأن تسعى جاهدة إلى رئاسة الاتحاد، شأنها شأن غيرها، وأن تعمل أيضاً على عودة المقر إليها مثلما كان من قبل معاهدة كامب ديفيد. وفي هذا الصدد، تشكلت لجنة من اتحاد كتاب مصر للعمل على الحصول على دعم ومساندة رؤساء اتحادات الكتاب العربية، لضمان استعادة مصر لمقر اتحاد الكتاب العرب اتساقاً مع دورها الثقافي والتاريخي الذي تعتز به الأمة العربية، وهذا ما سيتم اتخاذ قرار بشأنه في مؤتمر اتحاد الكتاب العرب بالقاهرة خلال العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن اتحاد كتاب مصر قد تأسس في عام 1975، ومن أهدافه: العمل على تمكين الكتّاب في مجالات الإنتاج الفكري في الآداب من أداء رسالتهم في بناء المجتمع الجديد؛ وفي تحقيق الوحدة العربية الشاملة؛ وفي الإسهام في إقرار السلام العالمي؛ وإثراء الحضارة الإسلامية، والمساهمة عن طريق الكلمة في تحرير الوطن العربي وتحقيق أهدافه القومية، والحفاظ على اللغة العربية ورفع مستواها.