بات التطور المتلاحق الذي يفرض نفسه بقوة على مختلف المجالات في العالم ومن ثم الميادين التربوية، يؤكد كل يوم على أهمية الأنشطة غير الصفية في المدارس, وفي هذه المساحة نحاول استعراض أهميتها حيث إنها تؤدي إلى توجيه ومساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها وصقلها, وتعميق قيم ديننا الإسلامي الحنيف وترجمتها سلوكياً. بالإضافة إلى تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفة, وهي تحقق النمو البدني والعقلي من خلال توسيع الخبرات في مجالات متعددة وتتيح الفرص للموهوبين وتشجعهم على التفوق والابتكار, بالتالي تشبع حاجاتهم النفسية والاجتماعية. كما تساعد الطلبة والطالبات على التخلص من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والتوتر والانطواء والضغوط النفسية والخجل والاكتئاب.. الخ، وخصوصاً مع وجود امتحانات تقويمية بشكل مستمر، تنعكس ايجابياً على طلبة وطالبات المدارس وتسهم في إكسابهم نشاطاً وحيوية، فهي تؤدي إلى زيادة استيعابهم للدروس والحصص الدراسية التي من شأنها أن تنعكس على التحصيل الدراسي، وهو ما أكدته العديد من الدراسات العلمية، كما أن تعزيز القيم والهوية الوطنية يجب أن يكون مقروناً بأي نشاط غير صفي، إذ إنها تعتبر السياج الواقي للطالب أو الطالبة، ولذلك جميع ما يرتبط بتعزيز هوية الدولة عادات الدولة وقيمها، والموروث الشعبي لها يجب أن يصاغ صياغة علمية منهجية على شكل أنشطة غير صفية تجعل المتعلم يستشعر هوية الدولة, فالهوية الوطنية ليست بالجغرافيا ولا بالعلوم ولا بالتربية الوطنية فقط بل هي أكبر من ذلك وجميع المسابقات العلمية يجب أن تعنى عناية كاملة بالهوية الوطنية من خلال المحاضرات والمشاركات بالأندية والمشاركات بجميع النشاطات، كما يجب أن يعمل الجميع على تغذية روح المواطنة وغرس قيمها وبالتالي تشكيل الهوية الوطنية التي تعزز الانتماء الوطني الحقيقي للدولة. إن الأنشطة غير الصفية أنواع وهي للمتعة، وللتعلم، وللابتكار، ويجب أن يكون هناك توزيع متوازن لهذه المكونات الثلاثة حتى لا يمل الطالب وينفر منها وتعتبر ذات أثر كبير جدا في نفوس الطلبة، حيث إنها تعمل على تجذير وتعميق ورعاية القيم وتنمية المواهب والابتكارات لأنه قد لا يكون زمن الحصة الصفية كافيا لهذه العملية.