دعت المملكة المجتمع الدولي للاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في كل مساعيه السلمية لنيل حقوقه الطبيعية المشروعة مع اتخاذ خطوات واضحة وملموسة من أجل رفع الظلم الذي تعانيه أجيال من الشعب الفلسطيني ليس لهم ذنب سوى وقوعهم تحت رزيئة استعمار إسرائيلي يكاد يكون الوحيد القائم بعد انتهاء عهود الاستعمار وانحسار سياسات التفرقة العنصرية في العالم. وأوضحت في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة النقاش العام حول البند 36 الخاص بالقضية الفلسطينية التي عقدت امس بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وألقاها القائم بأعمال وفد المملكة لدى الأممالمتحدة بالإنابة المستشار الدكتور عبد المحسن بن فاروق الياس أن القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالأغلبية الساحقة في مثل هذا اليوم من العام الماضي بمنح دولة فلسطين صفة الدولة المراقب غير العضو ليؤكد نفاد صبر المجتمع الدولي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي والشرعي في دولة قابلة للحياة كشأن بقية الشعوب في حياة كريمة وطبيعية. وقال: "إن احتفال المجتمع الدولي باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وعقد هذه الجلسة لهي مناسبة مهمة يجدد من خلالها المجتمع الدولي تضامنه ودعمه للشعب الفلسطيني الشقيق في ظل نضاله المستمر في الدفاع عن حقوقه المشروعة وحقه في تقرير المصير". وأضاف الدكتور عبدالمحسن الياس أن المملكة تتابع وبكل اهتمام تطورات مباحثات عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مؤكداً أهمية أن تفضي تلك المباحثات إلى تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يسمح ضمن جدول محدد وواضح بتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد كافة حقوقه ضمن دولته المستقلة على حدود ما قبل الرابع من يونيو 1976 ووفق ما تمليه القرارات الأممية والقانون الدولي وقبل ذلك كله الضمير الإنساني في معالجة إحدى أكبر المشكلات التي تقف عائقاً أمام الأمن والسلام الدوليين. وأكد أن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية المحتلة من تنكيل بالفلسطينيين والاستمرار في انتهاكات حقوقهم واستمرار العمليات الاستيطانية السرطانية دون أن تتحرك المنظمات الدولية ذات العلاقة وبحزم وبعيداً عن البيانات الخطابية لوقف ذلك العدوان الاستعماري لهو سبب في الإحباط الذي يعاني منه المجتمع الدولي حالياً. وتساءل عن معنى إعلان السلطات الإسرائيلية وبكل صلف وفي ذات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عن إعطائها الضوء الأخضر لبناء 800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية ؟، عادّاً ذلك التصرف أكبر دليل على النظرة العدوانية ونفاق السلطات الإسرائيلية التي تصرح ببناء بؤر استيطانية جديدة في ذات الوقت التي تقوم فيه بادعاء التفاوض مع الفلسطينيين لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة. وقال القائم بأعمال وفد المملكة لدى الأممالمتحدة بالإنابة :"إن الأنكى من ذلك أن تعلن السلطات الإسرائيلية عن تلك المشاريع الاستيطانية الجديدة في يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وكأن بها تقول إنها لا تقيم وزناً للمجتمع الدولي ولا تحترم رغباته وما يصدر عنه من قرارات أو بيانات". وأكد الدكتور عبد المحسن الياس إدانة المملكة وبشدة استمرار اعتداء سلطات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين وممتلكاتهم وعمليات تهجيرهم للشعب الفلسطيني واعتداءاتهم على مدينة القدس والمقدسات الدينية. وجدد دعوة المملكة للرفع الكلي للحصار الإسرائيلي الجائر ضد قطاع غزة منذ عام 2007 والعمل على دعم ومساندة جهود وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).