في حين استكملت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء 12 مستعمرة يهودية حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي وهي: غينيم وكيديم ونيسانيت ودوغيت وموراج وتل قطيفا وغاني طال وبدولح وكيرم عتسمونا وبيئات ساديه وشلو ورفيح يام.بقيت مستعمرات نيتساريم وعتسمونا وجديد وقطيف وايلي سيناي في قطاع غزة، وحومش وصانور في شمال الضفة الغربية، لم تبدأ فيها عملية الإخلاء حتى الآن. وقد بدأت قوات الاحتلال والشرطة الاسرائيلية صباح أمس الجمعة بإخلاء مستعمرة «غديد» في قطاع غزة، حيث اقتحمت جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي بوابة المستعمرة الواقعة جنوب مدينة خانيونس في وسط القطاع. ووفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية ما زال هناك ست عائلات في مستعمرة «جديد» بالإضافة إلى عشرات المستوطنين من الضفة الغربية ونشطاء اليمين المتطرف الذي تسللوا إلى المستعمرة، واحرق مجموعة من المتطرفين إطارات مطاطية عند بوابة المستعمرة. إلى ذلك تنتظر قوات الاحتلال قرارا تتخذه الحكومة الاسرائيلية بخصوص بدء تنفيذ إخلاء مستعمرة إيلي سيناي الواقعة في شمال قطاع غزة، في الوقت الذي لم يتبق أمام القوات الاسرائيلية سوى إخلاء ثلاث مستعمرات أخيرة هي نيتساريم وقطيف وعتصمونا. على صعيد متصل، انتهت عملية إخلاء مستعمرة نافيه ديكاليم المقامة على أراضي الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، حيث قامت قوات الجيش والشرطة بإخلاء آخر المستعمرين المعتصمين داخل الكنس في المستعمرة، كما أخلت في الوقت نفسه باقي العائلات. في حين أعلنت مصادر إسرائيلية أن عملية إخلاء مستعمرة كفار داروم قد انتهت، كذلك أنهت القوات الاسرائيلية إخلاء مستعمرة شيرات هيام، وباستكمال إخلاء هذه المواقع تكون القوات الاسرائيلية قد أنهت المهام الصعبة وقضت على نقاط المعارضة الأصعب بين المتطرفين. وكانت قوة من شرطة الاحتلال قد اقتحمت مساء الخميس الماضي سطح كنيس في مستعمرة كفار داروم حيث تمترس فيه عشرات من شبيبة المستعمرين المتطرفين. وقذف المتشددين المتمترسين على سطح الكنيس أفراد الشرطة بقضبان حديدية وألواح خشبية ورشوهم بالأصباغ الكيماوية، في حين لم يستخدم أفراد الشرطة أي شكل من أشكال القوة ضد المستعمرين المتشددين. في سياق آخر، انتهى في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي الاجتماع الأمني الذي عقد في معبر بيت حانون بين رئيس فريق التخطيط الإستراتيجي الفلسطيني اللواء جمال أبو زايد، ورئيس شعبة التخطيط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إسحاق هارئيل، وقد وصفت مصادر أمنية أن الاجتماع ساده أجواء إيجابية، أثنى الجانب الإسرائيلي على الأداء المميز لقوات الأمن والشرطة الفلسطينية أثناء عملية الانتشار. ومن جهته طالب اللواء جمال أبو زايد رئيس فريق التخطيط الأمني الإستراتيجي بأن يكون هناك سرعة في التنسيق الميداني للقوات، وتطوير هذا الجهد الإيجابي بما يخدم إنجاز الأهداف المطلوبة، مشيرًا إلى ضرورة سماح الجانب الإسرائيلي للدورات الخارجية التي تعقد للطلاب الفلسطينيين ضمن البعثات الدراسية لضباط الأمن والشرطة عبر معبر رفح، بالإضافة إلى ضرورة عدم تعرّض الجنود الإسرائيليين للأطفال الذين يدفعهم الفضول لمراقبة عمليات الإخلاء للمستوطنين كونهم لا يُشكّلون خطرًا على أحد، لذلك فلا داعي لإطلاق النيران، بل على الجانب الإسرائيلي التنسيق مع ضباط الارتباط الفلسطيني لإبعادهم بهدوء حتى لا ينعكس ذلك سلبًا على تنفيذ الأهداف المرسومة. هذا وبحث الاجتماع العديد من النقاط التي جرى الاتفاق على تحديد موقف بشأنها أهمها التنسيق اللازم لكيفية استلام المستوطنات وكذلك السيطرة الفلسطينية على البحر، وذلك في اجتماع آخر سيعقد في الأسبوع المقبل. الى ذلك اعتصم عدد كبير من الإعلاميين والكتاب والسياسيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب ممثل عن رئيس السلطة الفلسطينية في مدينة غزة تعبيراً عن إدانتهم واستنكارهم لجريمة اختطاف الصحافي الفرنسي محمد الواتي الجزائري الأصل، وطالبوا الخاطفين بضرورة الإفراج الفوري عنه. وكانت كتلة الصحافي الفلسطيني قد وجهت دعوةً إلى جميع الصحافيين الفلسطينيين، إضافةً إلى عددٍ من الشخصيات الوطنية والإسلامية، إلى جانب ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، وذلك للمشاركة في اعتصام للاحتجاج على جريمة اختطاف الصحافي الفرنسي. ورحّب الصحافي عماد الإفرنجي، نائب رئيس كتلة الصحافي، بالإعلاميين وممثلي الفصائل السياسية والمثقفين والكتّاب مثمّناً استجابتهم لدعوة الكتلة بالاعتصام والتي تمثّل صرخةً للخاطفين بضرورة الإفراج الفوري عن الصحافي الفرنسي دون قيدٍ أو شرط والاعتذار له عما أصابه، معرِباً عن تضامن الصحافيين الفلسطينيين مع أسرته وزملائه. وفي السياق ذاته، أكّد سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس، استنكار حركته لجريمة اختطاف الصحافي الفرنسي الواتي، وقال في كلمة أمام المعتصمين: «إنّ جريمة اختطاف الصحافي الفرنسي وما سبقها من أحداثٍ تعرّض لها الصحافيّون الأجانب تتنافى مع أخلاق شعبنا الفلسطيني، وهذه الجرائم تمثّل مساً مباشراً بمصالح شعبنا الفلسطيني الذي يدفع ثمن هذه الجرائم». وخلال الاعتصام قال أبو زهري متسائلاً: «لمصلحة من تغلق بعض المؤسسات الأجنبية أبوابها؟!، ولمصلحة من تُعلّق بعض المؤسسات الدولية أعمالها ؟!، ولمصلحة من التهديد الفرنسي الرسمي بوقف الدعم عن الشعب الفلسطيني»، مؤكّداً رفض كافة القوى والفصائل الفلسطينية لجريمة اختطاف الصحافي الواتي. وأضاف: «نطالب السلطة الفلسطينية بتأمين الإفراج عن الصحافي المختطف، ونطالبها بتوفير الحماية والأمن لكافة الصحافيين الأجانب العاملين على الأراضي الفلسطينية، فإنّنا نشعر أنّ جهد السلطة لا زال دون المستوى المطلوب في مثل هذه القضايا، خاصةً أنّ هذه الأحداث تتوالى بكلّ أسف». وأكّد أبو زهري ترحيب حركة حماس وكافة أبناء الشعب الفلسطيني بالصحافيين الأجانب، مضيفاً: «نرحّب بالصحافيين الأجانب، ونعاملهم بكلّ احترامٍ ومودة، ونرحّب بهم في كلّ بقعةٍ من فلسطين »، معتبراً أنّ التعرّض للصحافيين الأجانب خطّ أحمر لدى حركة «حماس». من جهته، أعرب رفيق الحسيني، ممثل السيد الرئيس محمود عباس، عن قلق الرئيس الشديد لاختطاف الصحفي الفرنسي، مؤكداً على عزم السلطة الوطنية العمل على تأمين سلامته وإطلاق سراحه. وقال الحسيني: إن الرئيس عباس يقوم بكل عمل ممكن حتى يتم الإفراج عن الصحفي، مؤكداً على أن أخلاق شعبنا تحتم على الخاطفين أن يطلقوا سراحه. وأكد الحسيني على أن السلطة الوطنية ستتخذ كافة الإجراءات لتأمين إطلاق سراح الصحفي الفرنسي، مشدداً على دعم السلطة للصحفيين، لاسيما أنهم جاؤوا لنقل صورة حضارية عن واقع شعبنا. بدوره دان الكاتب والإعلامي حسن الكاشف في كلمة المثقفين والكتاب، جريمة اختطاف الصحفي الفرنسي، داعياً إلى بذل كل الجهد لتأمين الحرية له، في ظل القلق الشديد لتأخر إطلاق سراحه. وأشار الكاشف إلى متانة علاقة شعبنا بالشعب الفرنسي، وإطلاقه اسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك على أحد شوارع مدينة غزة.