ثلاثة وستون ألف طالب وطالبة يدرسون في ثلاثين كلية بجامعة طيبة بمنطقة المدينةالمنورة يحصلون على منظومة من القيم والأخلاق تقدمها الجامعة لهم بمشروع القيم والأعراف الجامعية والذي يهدف إلى أن تكون الأعراف والقيم الجامعية المستمدة من تعاليم الدين هي الهوية المميزة لكل منسوبي الجامعة وذلك من من خلال 13 قيمة إسلامية متميزة تهدف الجامعة لترسيخها في كلّ عمليات التّعليم والتعلُّم والإدارة وتزويد أعضاء هيئة التَّدريس بآليات واستراتيجيات تعزيز تلك القِيَم لدى الطَّلبة والمشاركة الطّلابيّة في نشرها داخل الجامعة وخارجها وتعزيزها لدى أعضاء هيئة التَّدريس والإداريين على جميع المستويات من خلال الأنشطة التّفاعليّة في أسابيع القِيَم والاندماج في مجتمع القِيَم الإلكترونيّ وأعطت إدارة المشروع وقتاً زمنياً كافياً لترسيخ كل قيمة من تلك القيم طوال العام الدراسي وقال عميد شؤون الطلاب الدكتور صالح الحربي إنه بتوجيه ومتابعة معالي مدير الجامعة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع وحرصا من الجامعة على تعزيز القيم بين منسوبيها وطلبتها فقد انطلقت فكرة مشروع القيم والأعراف الجامعية والذي يعد جزءاً مهماً من مشروع الوعد وقد عكف على انجازه نخبة من عضوات هيئة التدريس بجامعة طيبة من أجل تعزيز القيم والأعراف الجامعية للجامعة مضيفاً بأن جامعة طيبة من الجامعات التي تحرص على تعزيز القيم والأخلاقيات والأعراف الإسلامية جنبا إلى جنب مع التعليم وضمنت ذلك خطتها الاستراتيجية العامة حيث جاء التوجه في الخطة لينص على التميز في التعليم والتعلم. من جهتها قالت عميدة الدراسات الجامعية بشطر الطالبات بجامعة طيبة الدكتورة إيناس بنت محمد طه إن المشروع يؤكد على أهمية القيم والأخلاق والتي تسعى الجامعة إلى تفعيلها على أرض الواقع لتكون سلوكا واقعيا وهوية مميزة لكل من ينتسب للجامعة من قيادات وأعضاء هيئة تدريس وإداريين وطلبة كما أن جامعة طيبة تحرص كل الحرص على نشر الأخلاق الإسلامية إلى جانب العلم لتخرج طلاب وطالبات متميزين في الناحيتين العلمية والأخلاقية لأنهم اللبنة الأولى التي تخدم المجتمع بعد تخرجهم من الجامعات فلزم تزويدهم بمنظومة متكاملة من العلم وأخلاق ديننا الإسلامي الحنيف لتكون ممارساتهم العملية بعد ذلك مبنية على أساس صحيح من القيم والأعراف. ويؤكد مشروع القيم والأعراف الجامعية حرص الجامعة على جانب القيم والأخلاقيات والأعراف الإسلامية ضمن خطتها الإستراتيجية العامة حيث جاء التوجه الأول في الخطة لينص على التميز في التعليم والتعلم والهدف الأول لهذا التوجه يشمل على ترسيخ مفهوم الثقافة الإسلامية والعربية لدى الطلبة، وتعميق الهوية الإسلامية والوطنية من خلال المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية وتطوير مقررات الثقافة الإسلامية لتتماشى مع معطيات العصر، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال واحترام الآخر، كما أن الطالب محور العملية التعليمية وتتضافر جهود أعضاء هيئة التدريس والعاملين للارتقاء به من خلال التعليم العالي في مجالات التخصص المختلفة اعتمادا على القيم الأخلاقية والأعراف الجامعية التي يلتزم بها الجميع من طلاب وطالبات، وموظفين وموظفات وكذلك أعضاء وعضوات هيئة التدريس وهي تعد ميثاقا أخلاقيا وجزءاً من المنظومة الأكاديمية والتي تسعى الجامعة من خلالها إلى التميز في العلم والخلق وممارسة التفكير الحر المبدع من خلال معايير ثقافية وأخلاقية متكاملة مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. القيم الجامعية مجتمعة_نهايي_ بعد المراجعة والتعديل وقد قام فريق العمل بمشروع تعزيز القيم والأعراف الجامعية لجامعة طيبة بالعمل على إعداد وثيقة المشروع وخارطة الطريق لتنفيذه ويضع بين أيدي مجتمع الجامعة نتاج عمل وجهد فريق عمل بهدف أن يكون تعزيز القيم جزءاً من الحياة اليومية بداخل الجامعة والهوية الحقيقية لكل من ينتسب للجامعة. وتحتوي مراحل المشروع على تشكيل لجنة تعزيز القيم الجامعية بجامعة طيبة وعقد اجتماعات متعددة للجنة لتحديد القيم الجامعية المتسقة مع هوية جامعة طيبة، وتحديد الاتجاهات الرئيسية للمشروع، وتقسيم العمل بكل اتجاه على الاعضاء لبناء محتوى وآلية العمل بكل توجه، وإعداد وتنظيم دورة تدريبية على إعداد مشروع القيم الجامعية لأعضاء الفريق بإشراف عمادة التطوير الجامعي بجامعة طيبة. كما تضمنت مراحل المشروع إعداد دليل إجرائي للمشروع مشتملا على القيم مجتمعة، ولكل قيمة على حدة موجهة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس ومنسوبي ومنسوبات الجامعة مع إصدار المطبوعات ذات العلاقة، وبناء المحتوى الإلكتروني للمشروع وربطه على موقع الجامعة على شبكة الإنترنت كموقع تفاعلي وبدء حملة توعوية بأهمية وآليات المشروع وتدريب أعضاء هيئة التدريس على المشروع وتنفيذ آليات الدليل الإجرائي بموجب حقيبة تدريبية، وتشكيل لجنة دائمة لمتابعة أداء المشروع وعمل تقرير عن تنفيذ الآلية المعتمدة لكل قيمة. وتضم القيم التي تضمنها المشروع تقوى الله في السر والعلن والمواطنة والانتماء وتقدير العلم واهله والعزة والتواضع والجودة والتميز والاعتدال والتوسط والتعاون والمشاركة والعدالة والموضوعية وتعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم والأمانة واحترام وتقدير الآخرين وحماية البيئة والحرية والمسؤولية الفردية والجماعية. وباستعراض نماذج من دليل مشروع القيم الجامعية والذي يصل محتواه لنحو 100 صفحة قدم الدليل لقيمة العزة والتواضع بما نصه « الهوية هي دليل وجود الفرد والمجتمع والأمة؛ فأمة بلا هوية أمة غير موجودة، وشخص بلا هوية إنسانٌ تائهٌ، فالهوية التي يعتز بها كلّ إنسان وتظهر تميزه عن الآخرين هي مجموعة الخصائص والمميزات العقدية والأخلاقية والرمزية التي ينفرد بها شعب من الشعوب. ولذلك تعتز الأمة المسلمة بهويتها؛ حيث إنها علامة فارقة بينها وبين بقية الأمم ومن مجالات تعزيز الشعور بالعزة والتواضع عند المسلم حماية الأجيال من الافتتان بالثقافات الأَخَر أو التباهي بتقليد مظاهرها، وتقديمها على الثقافة الإسلامية وقيمها؛ لأن هذا سببه الضعف والشعور بالهزيمة النّفسية، ويؤدي إلى الذوبان في بوتقة الثقافات الأخَر والتحول إلى نسخة من الآخرين وفقد التميز وتحصين الأجيال ضد الغزو الفكري والأخلاقي الذي حول الكثيرين منهم إلى جنود مخلصين للأفكار الدخيلة، ويعملون على تقويض دعائم العقيدة الإسلامية وقيمها، ويشعرون بالنقص من هويتهم الإسلامية ورفع همة المسلم بالتأكيد على قدرته على المساهمة في بناء الحضارة المعاصرة، مع عدم التشكيك في صلاحية القيم والأعراف الإسلامية للتطبيق في وقتنا الحالي. وفي قيمة الاعتدال والتوسط أوضح الدليل أن من مظاهر تحقق قيمة الاعتدال والتوسط والتي يسعى المشروع لتعزيزها عدم الانجرار خلف العادات والتقاليد الاجتماعية الداعية إلى الإسراف والتبذير في المناسبات والولائم والمهور جرياً وراء التباهي والتفاخر والاعتزاز بالمكانة الاجتماعية والتوسط والاعتدال في مجال السلوك والأخلاق، فيكون المسلم وسطاً بين الإفراط والتفريط، فالسلوك هو الترجمة العملية لما انغرس في نفس الإنسان من أخلاق؛ ذلك أن للأخلاق حدوداً متى جاوزتها صارت عدواناً، ومتى قصرت عنها كان نقصاً، فمثلاً التواضع له حدٌّ متى جاوزه صار ذُلاً ومهانة، وإذا قصُر عنه انحرف إلى الكبر والفخر، كما أن للحرص حداً وهو الكفاية في أمور الدنيا وحصول البلاغ منها، فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة، ومتى زاد عليه كان شرهاً وطمعاً والتوازن السلوكي بين الإشباع المفرط للغرائز والميول والعواطف، وبين كبْتها أو استقذارها وتهميشها. مدير الجامعة يتحدث للطلاب