أوضح الرئيس المصري محمد حسني مبارك أن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة هو مصلحة اسرائيلية وخطوة يجب أن تعقبها خطوات أخرى.. وقال ان المرحلة المقبلة يجب أن تشهد الانتقال الى المفاوضات بشأن الضفة الغربية والحدود والقضايا الاخرى. وشدد مبارك على ضرورة ألا يشعر المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بأنه يعيش في سجن كبير.. وحذر من انه عندما تغلق اسرائيل كل المنافذ على غزة ويشعر المواطن الفلسطيني بأنه في سجن فأن هذا سيؤدي الى «العنف». وقال في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية نشرته أمس أن التفاهم وحسن النيات يمكن أن يحل كل المشكلات.. ورأى أن ارئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل لديه القدرة والجرأة على تحقيق السلام. وأعرب مبارك عن اعتقاده بأن مساعدة الفلسطينيين في غزة اقتصاديا خير ضمان للاستقرار ووقف «العنف».. ودعا الولاياتالمتحدة ودول اوروبا الى المشاركة في هذه المساعدات الاقتصادية 00 مضيفا ان اسرائيل يجب ان تتحمل الجزء الاكبر في مساعدة الفلسطينيين لانها صاحبة مصلحة في استقرار غزة. كما أكد مسئولية الاحزاب في اسرائيل أن توضح للمستوطن اليهودي أن وجوده في غزة كان مؤقتا وانه لا يمكن أن يعيش هناك وسط الفلسطينيين ويمكنه بعد رحيله أن يتعامل مع سكان غزة والفلسطينيين في مشروعات اقتصادية. وانتقد الرئيس المصري عملية هدم المنازل التي يقوم بها المستوطنون قبل مغادرتهم المستوطنات في قطاع غزة.. وتساءل مستغربا «ماذا سيستفيدون من هدمها، هل سيحصلون على مقابل مادي وتعويضات». واكد ضرورة ألا يكون الانسحاب الاسرائيلي من غزة فقط.. ونبه الى ان ذلك سيؤدي الى مشاكل.. وقال «غزة فقط ستقلب الدنيا مرة أخرى». وشدد مبارك على ضرورة الانتقال الى المفاوضات في المرحلة القادمة سواء حول الضفة الغربية أو الحدود. وطالب اسرائيل بان تعطي الفرصة للفلسطينيين لبناء الميناء في غزة والاستيراد عبر الميناء وأن ينشط الاقتصاد فهذا أفضل ضمان للاستقرار». وأعرب عن اعتقاده بأن المستقبل بين الفلسطينيين والاسرائيليين مضمون طالما هناك سلام وقال ان الاسرائيليين والفلسطينيين يعيشون على أرض واحدة وسوف يتعاملون مع بعضهم أكثر من أي دولة أخرى. وردا على سؤال للصحيفة الاسرائيلية عن كيفية ضمان مصر الامن على محور صلاح الدين - فيلادلفيا - الفاصل بين قطاع غزة ومصر اجاب مبارك قائلا «نحن لم يكن لدينا رغبة في ارسال قوات.. لكننا قررنا ارسال قوات من أجل المساهمة في وقف التهريب.. من جانبنا لاتوجد مشكلة 00المشكلة لديكم في الجانب الاخر.. ولاتوجد دولة في الدنيا حتى أمريكا وروسيا تستطيع أن تمنع التهريب على حدودها بنسبة مائة في المائة». وعما اذا كان سيزور اسرائيل قريبا اجاب الرئيس المصري قائلا «لم أفكر في ذلك.. أنا الآن في انتخابات رئاسية وعندنا انتخابات برلمانية قادمة .. أنا مشغول جدا.. نعم أرغب في زيارة اسرائيل ولكن في الوقت المناسب». تجدر الاشارة الى ان الرئيس المصري يرفض دائما زيارة اسرائيل منذ توليه الحكم قبل 24 عاما ولم يقم بزيارتها الا لحضور جنازة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين ولم تستمر الزيارة سوى بضع ساعات ويؤكد دائما ان الوقت غير مناسب لزيارة اسرائيل لان السلام العادل والشامل لم يتحقق بعد في المنطقة. ومن ناحية اخرى أكد مبارك قدرة أجهزة الامن المصرية على توفير الامن والامان لكل زوار مصر. وقال «ان سيناء مازالت آمنة.. اننا اتخذنا المزيد من الاجراءات الامنية ونوفر الامن لأي شخص أجنبي موجود في سيناء وأن الامن قوى جدا الان».