أطلق ابتسامة وردية وهو يقف أمام باب غرفته بعد أن رأى البرق وسمع الرعد وقال: (بابا بكرا ما فيه مدرسه) وأشار بميدالية المفاتيح رافعا لها كناية عن التعليق السائق الخاص موللي كسائر الطلاب والمدرسين وبعض الأهالي فرح بيوم إجازة بسبب المطر لكنه استدرك قائلا: (بابا ليش فيه مطر ما فيه مدرسة، في هند فيه مطر كتير فيه مدرسة، ولد شيل امبرلا ما فيه امبرلا شيل كيس نايلون روح مشي مدرسة.. ما فيه وقف مدرسة) نعم صدقت يا موللي في كل البلدان ينزل المطر ويدرس الطلاب ولا يمكن ان تعلق الدراسة الا عند حدوث الطوارئ او للظواهر الكونية غير المألوفة كالزلازل والبراكين والفيضانات حمانا الله وإياكم، لكننا وللأسف نشهد فيضانات موسميه نعرفها قبل حدوثها وندرك أسبابها ونعي نتائجها وتعلق الدراسة حتى لا تكون النتائج فادحة. إننا ندرك جل التفاصيل عن البنى التحتية.. طرق، مدارس، تصريف سيول ...الخ نعم بلادنا ليست من البلاد المطيرة لكن وللأسف لم يأخذ المطر أي حساب في تخطيطنا إن كان هناك تخطيط، ثم ان المسألة أدهى وأمر وهي هشاشة التنفيذ في البنى التحتية وانكشاف تدني الإخلاص في التنفيذ والإشراف وهي جميعها مشاكل محورها الحزم والضبط والميزان الواحد في محاسبة المقصر صغيرا او كبيرا غنيا او فقيرا وهنا يجب أن تسقط الحسابات والاعتبارات مقابل مصلحة الوطن وأنها خط احمر لا يمكن العبث به او السكوت عنه فمن أمن العقوبة أساء الأدب.