الحديث قبل المواجهات التي تجمع الغريمين التقليديين النصر والهلال ذو شجون، حتى حين ابتعد "الأصفر" سنوات طويلة عن المنافسة، وكانت الغلبة المطلقة والنجوم والبطولات من نصيب أنصار "الأزرق" ظل التعامل قبل تلك المواجهات خاصا نظير الاهتمام الجماهيري، والإعلامي ليس في السعودية فحسب؛ بل حتى على الصعيدين الخليجي والعربي، وكيف إذاً سيكون الحال وهما يلتقيان اليوم في قمة مختلفة بكل المقاييس؛ لا يفصل بينهما سوى نقطة واحدة في سباقهما نحو الفوز بالبطولة، يتصدر النصر وعينه على الجولة 10، ثم عاد الهلال لقمة الترتيب وعينه كذلك على الجولة 10، وكأنّ هذه المباراة ستتوج الفائز بلقب البطولة؛ فهزيمة أقرب المنافسين والغريم التقليدي داعم قوي لتعزيز الصدارة وتوسيع الفارق إلى أربع نقاط ومحفز معنوي للهلاليين وللمدرب الوطني سامي الجابر نحو مواصلة المسير. أما في النصر فللفوز أهمية قصوى لاستعادة الصدارة، وإثبات الحضور المختلف، ومضاعفة الثقة للاعبين وللجهاز الفني بقيادة الأورجواني كارينيو ورفع الروح المعنوية؛ خصوصا وأنها مطلب جماهيري ومؤشر مهم لمستقبل الفريق هذا الموسم. هي ثلاث نقاط في محصلتها النهائية؛ لكنها تتجاوز ذلك بكثير خارج الميدان وتلقي بظلالها على الفائزين والخاسرين، وما أتمناه أن لا تؤثر النتيجة في الحكم على كل ما يتعلق بالناديين، خصوصا سامي وكارينو، فالجابر وفق في خلق مجموعة متوازنة رغم الأخطاء الدفاعية، واستفاد من القوتين الضاربتين تياغو نيفيز وناصر الشمراني (أهم الخطوات التعاقدية لإدارة الهلال هذا الموسم)، بينما لكارينيو جهود واضحة منذ الموسم الماضي، ويقود فريقا هو الأقوى دفاعا، ونجح في الارتقاء بمنطقة الوسط مع انضمام يحيى الشهري، لكنه غير محظوظ بعدم استفادته من عناصره الأجنبية في المجمل كما هو الهلال، ولا تزال الصورة غير واضحة للمهاجمين البرازيليين إيلتون وإيفرتون اللذين غابا عن الخارطة النصراوية فترة طويلة بداعي الإصابة خصوصا الأول، وحتى لو كانا جاهزين طبيا اليوم فلم يأخذا الجرعات الكافية لخوض مباراة من الوزن الثقيل؛ فضلا عن احتمال غياب الحارس عبدالله العنزي المصاب ونقص خبرة البديل الشاب عبدالله الشمري. بالنظر لاستعدادات الفريقين فترة التوقف، وقبل ذلك ما قدماه في الجولتين الأخيرتين والجاهزية الطبية للاعبين يبدو الهلال أقرب للفوز، والمهم أن تظهر المواجهة بالصورة اللائقة بمتصدر الدوري ووصيفه اللذين أعادانا لزمن جميل، فالحضور الجماهيري المتوقع ربما لن يشهد له مثيلا في ظل الأجواء المناسبة، والتنافس الكبير الذي يعود بينهما بعد طول غياب، وما يتمناه عشاق الكرة ومتابعو العملاقين أن يوفق طاقم الحكام في الخروج بالمباراة إلى برِّ الأمان؛ يفرح الفائز بجهده وروعة أدائه، أو لوقوف الحظ إلى جانبه لا مدعوما بصافرة!!.