علم مراسل (الرياض) من مصدر روسي مطلع أن الجهات الروسية المختصة بدأت تعد العدة واقعيا لإعداد برامج عملية للتعاون الاستثماري مع المملكة الأردنية. ولاحظ هذا المصدر أن آفاق هذه الخطوة غابت عمليا في حومة بريق التصريحات النوعية السياسية التي رافقت مباحثات الزعيمين الروسي والأردني بشأن القضايا المصيرية للمنطقة في محاورها الثلاثة المسألة الشرق الأوسطية والوضع في العراق ومحاربة الإرهاب خاصة أن لهذه المسألة بالذات جذورا بالغة الأهمية في التأثير على الرأي العام من خلال وجود جاليات شيشانية كبيرة في الأردن. لكن المثير حسب معظم المنابر الإعلامية هو أن علاقة وطيدة قد نشأت بين العاهل الأردني والرئيس الروسي مما دفع بالرئيس بوتين إلى التركيز منذ بداية لقائه بالعاهل الأردني على الجانب التعاوني تحديدا معتبرا أن مبادرة الملك عبد الله الثاني بشراء طائرات النقل العسكري الروسي بادرة إيجابية تعزز هذه التوجهات لفتح مجال التعاون بشكل جدي يلبي طموح البلدين لتحقيق مستوى يتناسب والإمكانيات الواقعية المتوفرة حيث لا يزيد حجم التبادل التجاري الحالي سنويا عن 50 مليون دولار. من هنا أوضح الرئيس الروسي أن موسكو مستعدة في إطار دعم هذه التوجهات لدعم هذا الجانب وتقديم قروض سخية بشروط تسهيلية كبيرة تحمل جاذبية استثنائية - حسب تعبير الرئيس بوتين -. وتشير التعليقات المرافقة إلى أن الأمر يتعلق بمئات الملايين من الدولارات في مشاريع استثمارية محددة. نشير كذلك إلى أن لقاء الزعيمين استمر حتى بعد المؤتمر الصحفي الذي عقداه وذلك بحضور رئيس غرفة الصناعة والتجارة الروسية السياسي المخضرم يفغيني بريماكوف مما يعني الكثير في هذا المجال باعتبار بريماكوف الأكثر حماسا لتعميق التعاون مع العالم العربي. وتفيد مصادر أخرى أن الحديث يدور واقعيا حول توسيع التعاون في الجوانب الاقتصادية والمشاريع العملية وخاصة في مجالات الري والسدود والمواصلات والسياحة والطاقة في الأردن إلى جانب التعاون التقني العسكري.