ترجلت عن هذا الجواد فحمحما وناءت به أضلاعه فتهدما ونودي أن الفهد ناداه ربه فأحنى الجبين مستجيباً وسلما فيا بؤس هاتيك الجموع وقد أتى عليهم وبال خلف الأرض ميتما فلم تر عيني مشهداً مثل مشهدي وقد قيل إن الفهد للحد قدما أنسلمه للطين في ظل حائط وقد كان مولانا المليك المعظما؟! أنهديه للحصباء تنثال فوقه وقد كان فينا الكوثر المتكرما؟! ستسألنا عنه قلوب كسيرة وتبكيه آماق دموعاً وعندما ستسألنا عنه الكويت وأنفس بها قد نفى عنها الغشوم المذمما وأوفدهم حقاً عليه وكم يد تراخت عن الحق الذي قد تحتما فلولا أياد منه لم يلف مارن بها غير منقاد لصدام مرغما وتسألنا لبنان والأمن سقفها وقد كاد يأبى صدعها أن يرمما ولله وجه كان بالخوف راجفاً فلما أتى منه البشير تبسماً وردت حياض الملك والخير دوحة فما ازداد إلا بهجة وتنعما وخضت سباخ القفر حتى تركتها وقد كاد يأبى فيضها أن يقسما! وقلدت أعناق الرجال قلائداً من الجود حتى أصبح الجود ميسما فلا عذر بعد اليوم في نيل عزة وكيف وقد عبدت للعز سلما؟! لئن لم تكحل مقلتي منك نظرة تكون شفاء للجراح وبلسما فحسبي يا غيث الزمن مآثر أنبت بها فينا شهيداً مكلما فل أنما هذا الحصى فيه نفثة من الروح لارفض الحصى مترنما! أعيذك أن تحصى أياديك في الورى وحاشاك إلا أن تكون المقدما وهل كنت بين الناس إلا متوجا تحاذره التيجان أيان يمما يمدون أعناقاً إليك كأنما لهم منك في كل المفاخر منتمى وما طأطؤوا تلك الرؤس تندما عليك ولكن غيرة وتندما فما أنت بالمحسود حيا مملكا ولكنك المحسود ميتا منعماً! تهل عليك الذاريات مياهها وتضحك أفواه لما نلت مغنما! فما هو يوم الحزن والله شاهد ولكنه يوم من الحب صمما تنادى به البشرى على كل مرقب - ولا نتألى - أنك اليوم من سما وبايعت عبدالله بعدك حاملاً لواءك منصوراً وسلطان بعدها.. عقدنا الولاء حيثما الله عاقد وصافحت باليمنى وفهت به فما وبين يدي سلمان صغناه حلة من الشعر يأبى نسجها أن يقلما سأرثيك يا فهد بما أنت أهله وأعلم في ذكراك للشوق معلما وقد هان شأني في العباد فلم أقف عليك بآمالي الجسام مسلما ولكن لي ثغراً إليك بثثته ندياً برقراق الدعاء متمتما ووكلت بالغايات من ليس دونه حجاب ولا يفري له الموت أعظما