] لم يقف الأمر عند حدود الموت المعتاد داخل مركبة أوعلى سرير في مشفى بسبب حوادث السيارات بل تجاوز ذلك الى الاشتواء بين ألسنة اللهب وحرارة النيران ثم ذوبان الجثث فالصلاة على رماد الموتى في أكفان فارغة. هذا أحد السيناريوهات المُريعة لحوادث هذه الأيام فماهو السبب ياتُرى..؟؟ ولماذا تشتعل السيارات مع أوّل احتكاك ؟؟وهل هناك عيوب مصنعية أو تجاهل لقواعد السلامة ومتانة المركبات..؟؟ أذكر قبل سنوات قليلة مضت أن رفعت أسرة شاب مات مُحترقاً في حادث سيارة في أمريكا قضيّة ضد أحد المصانع الشهيرة تدين فيها مكان (تانكي) البنزين في (الونيت) وتسببه في احتراق السيارة وبالتالي موت ابنها مشوياً بين النيران، وبالفعل قامت الشركة بتعويض والد الشاب ماديّاً ورصدت عشرات الملايين من الدولارات لأجل مزيد من الأبحاث والتجارب حتى لاتتكرر الحكاية ويموت الأبرياء حرقاً بسبب سوء في التصميم..! ونحن هنا في بلادنا نسمع يوميّاً أخبار احتراق المركبات التي تشترك في الحوادث وينتهي الأمر بإغلاق ملفات التحقيق التي تهتم بنسبة المسؤليّة في الحادث ومن هو المخطىء ليتحمّل الديات أو اصلاح الاضرار ولا يهتم أحد بالسؤال عن سبب تكرار الاحتراق وموت البشر محشورين بين ألسنة اللهب .خذوا مثلاً من عشرات الأمثلة الخبر الذي نشرته هذه الجريدة وكتبه الزميل فهد اللويحق بعنوان (رقيب يلقى حتفه «حرقاً» في حادث مروري) والتفاصيل أن رقيباً يعمل في سجن الرس لقي حتفه إثر حادث مروري مروّع وقع له بين قصر ابن عقيّل والنبهانية في منطقة القصيم فقد ارتطمت سيارته (أمريكيّة) الصنع بسيارة (يابانية) اتضح أنها لأحد أقاربه وكان يستقلها ثلاثة أشخاص لم يصابوا بأي أذى بينما صعب على المنقذين إخراج الرقيب من سيارته التي اشتعلت فيها النيران ولم يتم إخراجه الاّ بعد أن تفحّم وخمدتْ النيران، الهلال الأحمر والدفاع المدني وصلا بعد فوات الأوان لبعد المراكز عن موقع الحادث. أكيد أن من يقرأ الحكاية سيظن أننا سنلقي بالمسؤولية على الهلال الأحمر أو الدفاع المدني لعدم مباشرتهما الحادث بالسرعة التي يمكن بها إنقاذ الرقيب وهذا غير صحيح لأن الأولى معرفة سبب اشتعال إحدى السيارات ونجاة الأخرى ثم تطوير خدمات الإسعاف والإنقاذ على الطرق خارج المدن بمعنى يجب أن تبدأ الحلول من نقطة منع المشكلة قبل حدوثها وإذا تحقق هذا الهدف فإننا بذلك نكون قد قضينا على نصف المشكله وفي نفس الوقت معالجة القصور في النصف الثاني..؟؟ من هذا المنطلق أرى البدء فوراً بدراسة هذه الظاهرة لعلّها توقف هذا المسلسل المُفجع ولا سيّما واللجنة الوطنية لسلامة المرور التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لديها من الخبرات والخبراء الذين أخضعوا كثير من الظواهر للدراسة والبحث وخرجوا بتوصيات عديدة تتعلّق بسلامة المرور ووضعوا الجهات المختصّة أمام الأمر الواقع فهل ستكون حوادث احتراق السيارات ضمن أجندة اللجنة في القريب العاجل لنسمع رأياً علمياً يكون فيه فصل الخطاب..؟؟