تستعد السلطات الانتخابية الافغانية لنشر اللائحة النهائية للمرشحين لخلافة الرئيس حميد كرزاي في الانتخابات المرتقبة بعد خمسة أشهر فيما يأمل بعض المرشحين الذين رفضت طلباتهم ان تدرج اسماؤهم عليها. وهذه اللائحة يفترض مبدئيا ان تنشر السبت في كابول بحسب الجدول الزمني للانتخابات لكن نشرها قد يرجىء لبضعة ايام. وقال الناطق باسم لجنة الشكاوى الانتخابية نادر محسني «لا نزال نضع اللمسات الاخيرة على اللائحة» واضاف «الامر يستغرق وقتا لكن الشفافية والنزاهة اهم من تحديد موعد نهائي». وستجري الانتخابات الرئاسية مطلع شهر إبريل المقبل من اجل اختيار خلف للرئيس حميد كرزاي، رئيس الدولة الوحيد منذ سقوط نظام طالبان في 2001 لكن لا يمكنه بحسب الدستور الترشح لولاية ثالثة. وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة نشرت في نهاية اكتوبر لائحة اولية ابقت فيها عشرة مرشحين فقط من اصل 26 وبينهم المرشحون الاوفر حظا مثل وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله وشقيق الرئيس كرزاي قيوم كرزاي ووزير المالية السابق اشرف غاني. وفي غالبية الحالات لم يتمكن المرشحون الذين رفضت طلباتهم من جمع «بطاقات ناخبين صالحة» كافية كما قالت لجنة الشكاوى. وللتمكن من المشاركة في الانتخابات يفترض ان يقدم المرشحون حوالى مئة الف بطاقة لناخبين مؤيدين في كافة انحاء البلاد بهدف اثبات انهم يملكون قاعدة انتخابية فعلية. ويفترض ايضا ان يزيد عمرهم على اربعين عاما والا يكون لهم سجل قضائي وان يقدموا كفالة بحوالى 18 الف دولار. وهذه المعايير التي تعتبر مشددة اكثر مما كانت عليه في الانتخابات الماضية فرضت بهدف الحد من عدد الترشيحات ومن اجل تجنب بلبلة الناخبين كما حصل في انتخابات 2009 حيث كان يتنافس 40 مرشحا. والمرشحون الذين استبعدوا من السباق تمكنوا من الدفاع عن ترشيحهم في مطلع نوفمبر امام لجنة الشكاوى ولم يتردد بعضهم في التحدث عن تلاعب بشكل مبطن. وقال احدهم ويدعى داود سلطان زوي «لقد شطب اسمي من اللائحة لانني احمل جنسية ثانية وقد تخليت عنها. لكن هناك مرشحون اخرون لديهم جنسيات ثانية ايضا لكنهم ما زالوا في السباق. من الواضح انه يجب التساؤل ما اذا كان مسؤولون كبار تدخلوا لكي يتم اخراجنا». وندد مرشح آخر رفض طلبه ويدعى بسم الله شير بوجود زعماء حرب سابقين بين المرشحين العشرة الذين قبلت طلباتهم مثل عبدالرسول سياف قائد ميليشيات متهمة بمجزرة بحق مئات الهزارة الشيعة في كابول في 1993. وقال «انهم لصوص، اشخاص امتصوا دماء شعبهم. واذا تم قبول طلباتهم فكيف لم يتم قبول طلباتنا ايضا». وستجري الانتخابات في اطار من الشكوك بسبب اعمال العنف المستمر في البلاد والانسحاب المرتقب في نهاية 2014 لقوات حلف شمال الاطلسي البالغ عددها 75 الف عنصر. وتخشى المجموعة الدولية بشكل خاصة تكرار سيناريو العام 2009 حي شهدت الانتخابات اعمال تزوير وحملة عنف شنتها طالبان. ودعت حركة طالبان الى مقاطعة الانتخابات واعلنت انها لن تعترف بشرعية الرئيس المقبل كما لم تعترف بكرزاي الذي تعتبره «دمية» في يد واشنطن. ودعا الرئيس الافغاني الى لويا جيرغا، مجلس الاعيان التقليدي، اعتبارا من 21 نوفمبر يخصص لمعاهدة الامن الثنائية التي تحدد الوجود الاميركي في افغانستان بعد العام 2014. وهددت طالبان من الآن باعمال انتقامية ضد المشاركين في هذا المجلس في حال ابدوا تأييدهم لبقاء قوة عسكرية اميركية في البلاد.