الإنترنت بكافة خدماتها وفروعها أصبحت من أهم النعم لمن يحسن استخدامها، ومن أخطر الشرور والنقم لمن يبحث عن الجانب السيء فيها، فهي قد جلبت الخير والشر لمن يطلبهما، فمن تخطي الحدود والقيود في توفير العلم النافع والفائدة، إلى استيراد الشرور للباحثين عنها من خوادم معدة لهذا الغرض، حتى تعدى الأمر إلى إمكانية مشاركة الملفات ما بين المستخدمين أنفسهم حتى أصبح هذا المجال عالماً آخر مليئاً بالمتناقضات، فمثلاً قد تجد تفسير القرآن للشيخ الشعراوي كاملاً وفي نفس الوقت تجد مسلسلاً تلفزيونياً بكامل حلقاته، أو تجد سلسلة كرتونية للأطفال أو ألبوماً غنائياً، والكثير الكثير. ولعل مما سهل اتساع هذا المجال وانتشار هذا الأمر هو السهولة وقلة التكلفة بالنسبة للداعم، فبدلاً من أن يتكبد تكلفة إنشاء موقع واستئجار مساحة قد لا تكفي لملف من هذه الملفات يصنع ملفاً صغيراً يتضمن معلومات معينة عن الملفات المراد مشاركتها يتعرف عليها البرنامج الوسيط فيصبح بإمكان المستخدم سحب هذه الملفات على جلسات قد تمتد إلى أيام أو أسابيع يحكمها الوقت الممنوح من الداعم ليبقى على اتصال من جانب ومصادفة ذلك مع وجود المتلقي وحجم الملفات من جانب آخر. ولعل هذا الجانب هو ما يعنينا في هذا التحقيق حيث سنحاول إلقاء الضوء حوله ولنتعرف من المختصين أنفسهم على بعض الأمور التي قد نجهلها سواء أكان على مستوى المستخدمين أو على مستوى الوسطاء ومقدمي الخدمة كل ذلك لتتضح الصورة من جميع جوانبها. العنزي : قد تكتشف بعد جهد ووقت مهدر أن الملف لم يكن المطلوب يوسف مشعان محمد العنزي سعودي31 سنة يقول : بدأت أكثر من سنتين، وكنت أستخدمها مع برامج المشاركة الأخرى في البحث عن أقراص لينكس المدمجة فقد كان من الصعب إيجاد هذه الأقراص إلا عن طريق برامج التورنت، وكذلك البرامج الكاملة المخصصة لتوزيعة ما لا تجدها إلا في برامج المشاركة، وكذلك الكتب التعليمية والأقراص التعليمية الخاصة باللينكس وذلك لندرة توفرها في الوطن العربي إجمالا.. ويضيف: من المعلوم أن بعض الملفات الكبيرة التي تتم مشاركتها قد تأخذ أياماً وأحياناً أسابيع وقد تصل إلى أكثر من شهر، لكن هذا خاضع لعدة أسباب منها أنه عليك اختيار الرابط الجيد الذي يتوافر له سيدرز وبيرز بعدد أكبر، كذلك قوة خط الاتصال فمثلا الذي يتصل بسرعة 128 كيلو تكون سرعة الداونلود لديه لا تتعدى 16كيلو بينما الاتصال الفضائي قد تصل سرعة الداونلود ل 500 كيلو، فلو تراعى الشروط المناسبة للتنزيل لوجدت أن سرعة الداونلود قد تكون خيالية وما تقوم على تنزيله في شهر كما حدث معي منذ سنة ونصف تقريبا وكانت سرعة الخط داونلود 16 كيلولنسخة الماندريك وكانت ست أقراص أخذت أكثر من شهر لتنزيلها بالكامل، بينما منذ فترة رفعت سرعة الخط لدي إلى سرعة داونلود 32 كيلو نزلتها خلال 10 أيام، طبعا مع الأخذ في الاعتبار أن خبرتي في التعامل مع البرنامج قد زادت وتطورت مما جعلني أوفر وقتا كبيرا . ومن ناحية أخرى فإن شحن هذه الأقراص قد يصل إلى أكثر من شهر خصوصا أنها من دول أوروبية مثل فرنسا وكذلك أمريكا فشحنها يمر بعدة دول قبل وصولها إلى المملكة، هذا ما لمسناه عند شراء أحد الإخوة لهذه الأقراص من فرنسا، ومن الناحية الفنية قد تكون النسخة التي تقوم بطلبها تحتوي على مشاكل ولو أنها بسيطة لكن الواحد يفضل أن تكون نسخته في أحسن مستوياتها، فبعض الأحيان تصدر إصدارات على فترات زمنية متقاربة لنفس التوزيعة بأرقام كيرنال مختلفة بسبب وجود مشاكل تم تلافيها في الإصدار الأول منها مما يجعل تكلفة تحميلها أقل من طلبها، وكذلك من ناحية أخرى فقيمة الاتصال مدفوعة للشركة المزودة سواء استخدمت الخط 24 ساعة أو ساعتين فالقيمة مدفوعة، فأنت تترك البرنامج يعمل على تنزيل هذه الأقراص بينما أنت تتصفح المنتديات والمواضيع الأخرى . وعن أبرز السلبيات يقول يوسف: قد تتعب على تحميل برنامج معين وعند الانتهاء تجده إما أنه لبرنامج آخر غير الذي ترغبه أو أنه معطوب من المصدر، هنا يجب عليك التأكد من الملف الذي تقوم بتحميله وعن المصدر أو المنتدى الذي طرح هذا الرابط، كما يجب الإلمام بكيفية الاتصال عن طريق برامج التورنت وحل مشاكلها وذلك للتقليل من الوقت اللازم لتحميل الروابط، هذه المعلومات يوفرها بعض ذوي الخبرة في المنتديات العربية التي تدعم التورنت كنبع العرب مثلاً، هذا إلى جانب التعرف على كيفية التعامل مع الجدران النارية فقد تكون أحد الأسباب في توقف الاتصال، علماً بأنها تحتاج إلى جهاز ذي موارد عالية نسبيا، فمن المعروف أن برنامج التورنت يستهلك موارد الجهاز بشكل كبير جدا إضافة إلى أن الخدمة تعتبر غير عملية لأصحاب الإتصال المنزلي Dial-Up، خصوصا مع الملفات الكبيرة . فضل : الفيديو كليب قد جاوز حدود المقبول: فضل عباس محسن الغرباني 36 سنه يماني طالب دراسات عليا في الصين يقول بدأت علاقتي ببرنامج التورنت 9/5/2005م وكانت هناك استفادة وتكمن هذه الاستفاده في معرفة ما مع الغير من برامج ومدى امكانية الاستفاده منها وكذلك في الدروس التعليميه التي يتم وضعها من قبل بعض المستخدمين وكذلك في قضاء الأوقات الممتعة مع الأفلام والمسرحيات الهادفة والتي تعالج بعض مشاكل مجتمعنا العربي، هذه الأفلام والمسرحيات يتطوع بوضعها بعض الأخوة إما بمبادرة شخصية أو بناءً على طلبات بقية الإخوان المشاركين. ويضيف فضل : بالنسبه للملفات التي يتم وضعها من قبلي فهي عبارة عن برامج كمبيوتر وبرامج إسلامية وتعليمية وأفلام ومسرحيات أقوم أنا شخصياً بتحديدها وإذا حدث وتلقيت طلبات من أحد وكان البرنامج او الفلم المطلوب لدي فإني أضعه فوراً. وعن السلبيات يقول : أبرز السلبيات من وجهة نظري فهي وضع ملفات الرقص الشرقي وألبومات الفيديو كليب التي أراها خرجت عن إطار المقبول لتتحول إلى تجارة بالجنس الناعم بشكل يثير الاشمئزاز والتقزز. ويمكن تجاوز هذه السلبيات من خلال تدخل الشباب المسلم الواعد ووضع المزيد والمزيد من المواضيع والمواد الجيدة والهادفة والتي سيكون لها دور جيد في الحد من السلبيات مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك سيحتاج إلى وقت وأن هذه السلبيات لن تتوقف نهائياً وإنما قد يحد منها نسبياً لأن مثل هذه المواضيع - وكما هو ملاحظ - عليها اقبال شديد من قبل الكثير من الأعضاء. سامح : من المشاركات الأولى يتبين ذوق المشاركين ويقول سامح سليم عبد الكريم 35 عاما مصري بدأت علاقتي ببرامج التوررنت من حوالي ستة أشهر فقط، لكن قبلها كنت على علاقة وثيقة ببرامج مشاركة الملفات مثل edonkey وkaza وemule . ويوضح سامح : مشاركة الاخرين بالملفات التي هي عبارة عن برامج او كتب أو صور أو ملتيميديا كصوت وصورة من أغان وأفلام أو برامج فضائية وخلافه عمل محبب للنفس ويجد فيه البعض متنفساً للرغبة في العطاء والبذل للآخرين «لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه» و«ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» الحشر:9 الفائدة التي أرجوها من الله سبحانه وتعالي من هذا العمل هو نشر المعرفة والقراءة بين كل الأعمار والاطلاع على كل ماهو جديد لكل أفراد الأسرة بحيث يجد الجميع مبتغاه. والأهم هو الحرص على قضاء الوقت بشكل نافع خصوصا للشباب. بصراحة أرى أن هذا أيضا يصب في مشاريع نهضة الأمة العربية والإسلامية على النحو الذي جميعا نحلم به. هو فرصة أيضاً طيبة للتعارف والتواصل بين المتشاركين عن طريق كلمات الشكر والتعليقات على المشاركات. أستفدت كثيرا من مشاركات الآخرين واستمعت بها كثيرا أنا وأسرتي خصوصا مع اغترابنا عن أوطاننا الحبيبة. ويضيف .. هناك ايضا فوائد مكتسبة من التعود على إبداء الرأي في المشاركات وتقييمها مما يتولد عنه نوع من المنافسة المحمودة ما بين المتشاركين للحصول على أعلى التعليقات وأعلى التقييمات. وعن ذوق المتلقي يقول سامح : في معظم الأحيان ومن المشاركات الأولية تستطيع التعرف على ذوق الجمهور وتستطيع أن تشارك معهم أشياء ترى انت في تقديرك انها مفيدة لهم كما كانت مفيدة لك. وأحيانا تستجيب لطلباتهم وتحاول العثور عليها ونشرها لهم مثل الكتب والدروس التعليمية وخصوصا المكتوبة بالعربية التي تلقى صدى هائلاً لدى شباب الدارسين والمحترفين. لكن من وجهة نظري - والله أعلم - أرى أن هناك طلباً شديداً على البرامج التعليمية والثقافية الموجهة باللغة العربية لتعليم لغات الحاسب وأنظمة التشغيل وأيضا تعلم اللغات الأجنبية. فأقوم في العادة وبتوفيق من المولي عز وجل بتقديم المحتوي التعليمي الهادف بالبحث عنه في المواقع العربية أو من المكتبة التي امتلكها ولله الحمد. أيضاً المحتوى الذي يدعم مشروعات النهضة كصناع الحياة للأستاذ عمرو خالد وتغيير الشخصية وبناء المسلم الناجح تقع ضمن مشاركاتي قدر المستطاع. وفي الغالب لا أستطيع مشاركة كل المواد التي أرغب بها ولكن أحاول أعطاء الاتجاه والروابط التي تحمل المزيد من المعلومات لتساعد الآخرين على ايجاد المعلومة وبقية المحتوي. وعندما يقوم الأخرين بتحميل محتوي يتفق مع هذه الرؤية أحاول قدر المستطاع المساهمة في التحميل بغض النظر عن ان المشاركة لي أم لا فهي تخدم رؤيتي وتتفق مع قيمي وأخلاقي. لكن يبقى ما أقدمه يعتمد جزء منه على الاختيار الشخصي والذي أحاول أن يتقابل مع اختيارات المتشاركين والجزء الآخر أحاول من خلاله أن يكون بتلبية الطلبات التي تصدر عن بقية المتشاركين. أما عن السلبيات فيقول سامح سلبيات هذه التقنية تكمن في عدة أمور منها : نقل بعض محتوي الفضائيات المرفوض دينياً وأخلاقياً ومستهجن من الكثيرين من أغاني تمتهن المرأة والفتاة وتركز على مخاطبة الجسد بطريقة فجة وممقوتة، أيضاً هناك مشاركة أفلام تحوي مشاهد غير لائقة وخارجة خصوصا القديمة منها والتي تم منعها في معظم القنوات العربية. وحدث لي شخصيا موقف بخصوص نشر أحد الأفلام ووفقني الله للاحتجاج لدى المشرفين على الموقع وقاموا بحذف المشاركة لعلمهم بكمية الاعتراضات على هذا الفيلم. وكم كانت سعادتي لشعوري بان الايجابية وانكار المنكر الذي يخالف الفطر السليمة يمكن أن يثمر ويمنع هذه النوعية من المشاركات ومن بين السلبيات مشاركة مقاطع الرقص الشرقي وبكثرة وبعضها من قنوات فضائية غير عربية وان كان الكل مرفوضاً. لكن، وبالرغم من كل هذه السلبيات تظل وسيلة يمكن استعمالها وتوجيهها للخير وبما يرضي الله ويمكن استعمالها بالعكس مثلها مثل أي تكنولوجيا طريقة استعمالها هي التي تحدد مضارها ومنافعها. كفاح : مصاريف الموقع تغطى من تبرعات بعض الأعضاء أما كفاح إبرهيم30 سنة ألماني من أصل فلسطيني يعمل مهندس إتصالات في شركة عالمية للهاتف النقال مؤسس موقع arab-files.org لمشاركة ملفات التورنت فيقول كان الهدف الأساسي عند بداية التأسيس في أوائل عام 2004 هو إتاحة المجال للعرب خارج أوطانهم للتواصل واستعادة ذكريات الطفولة من مسلسلات كرتون وأغاني وأفلام حيث تم تأسيس موقع الأفلام al-aflam.com ثم تطور الأمر ليصبح موقعنا الحالي هو الساحة الأكثر نجاحا لتبادل الملفات بشكل عام سواء خارج أو داخل الوطن العربي، ويقوم على رعاية الموقع رجال وسيدات من الوطن العربي كالسعودية، لبنان، فلسطين، المغرب ومصر، والرسالة التي يسعى الموقع لتحقيقها هي تقوية أواصر المحبة وتعويد العرب على المساعدة والتآخي فيما بينهم بصرف النظر عن لأصول أو التوجهات. ويضيف كفاح ومن الناحية التقنية يقوم الموقع على تقنية التراكر tracker الذي يتيح تبادل الملفات عن طريق التورنتBit torrent ومبدأ المشاركة لدينا هو (هات وخذ) بمعنى أن على الأعضاء أن يتعاونوا في الأخذ والعطاء، وهذه التقنية التي نستخدمها في الموقع تتيح لنا إمكانية مراقبة مدى التزام الأعضاء بهذا المبدأ ومن يخل بذلك يتم تحذيره أو توقيف عضويته. كما أن هناك آلية نعمل على التقيد بها لضمان جودة المحتوى وعدم الإخلال به كأن توضع ملفات غير لائقة، تتمثل هذه الآلية بإلزام الأعضاء بإعطاء وصف مفصل عن الملفات وتوفير معلومات عن جودة الملف مثل mp3 frame rate للملفات الصوتية، أو تقنية الضغط بالنسبة لملفات الفيديو كالأفلام والمسلسلات وبقية المواد الأخرى، وحتى يتأكد العضو من نوعية الملف الذي سيستقبله فإن هناك صورة عينية للجودة عند رفع أي فيديو والملفات التي لا تراعي ذلك يتم حذفها. ومن ناحية الجانب الإداري يقول المهندس كفاح : وظيفتنا في فريق عرب فايلز هي مساعدة الأعضاء الجدد على كيفية التعامل الأمثل مع الموقع وملفاته علاوة على ذاك نراقب مدى تقيد الأعضاء بالقواعد للموقع وحماية الأغلبية من تصرفات القلة التي تقرر أن لا تلتزم بمعنى أنه بشكل عام نرى دورنا كأخوة وأخوات للأعضاء وليس باستخدام السلطة المتاحة لنا لكي نستفيد كلنا من خدمات الموقع أما التكلفة الخاصة بالموقع فتبلغ حوالي 200 دولار شهرياً تتم تغطيتها من خلال تبرعات بعض الأعضاء، لكن من خلال مركزية التحكم بالموقع عن طريق الإدارة يتم مراقبة مدى تقيد الأعضاء بقواعد الموقع، والمخالفين يمكن أن يكونوا leechers أي من لا يتقيدون بالمبدأ الأساسي أي المشاركة وهات وخذ، وهناك المزعجون والمشاكسون للأعضاء والطاقم الإداري، وهؤلاء تتم معاقبتم بما يمليه الموقف بأساليب عدة : بدءاً بالتحذير أو تجميد العضوية وانتهاءً بحجب ال أي بي للعضو block IP .