تتثاقل الاحرف.. وتئن الكلمات.. وبين السطور ألم وحسرات.. كيف لا.. وهي تنعى فقيداً كان منا.. وملكاً كان لنا عزاً.. وقائداً كان للتاريخ فخراً.. كيف لا.. وهي لم تكن لتكون لولا الحدث الأليم.. فمقام الفقيد عزيز.. ومكانه رفيع.. ونهجه سليم.. ومسلكه قويم.. ونظرته للامور تضع الحليم في حيرة وذهول.. ودرايته للسياسة أبعد مما يتصوره عاقل او حكيم.. فتعامله ابهر الساسة والحكماء.. ومنطقه ابى الا ان يفرض على المتلقي التقدير والاحترام.. احرف كلماته تترنم.. وعبارات اسلوبه تترجم.. كان إذا نظر أبصر.. وإذا سمع وعى.. تميز في العطاء.. واسبغ في الانفاق.. وأسهب في خدمة بيت الله، ومسجد المصطفى عليه السلام.. كان له بعد التفكير.. ورؤية ناضجة في التوقيت.. صفق له الجميع.. ودعا له العاجز والسليم.. كان لا يأبه من لغط الشامتين.. ولا يلتفت الى الاقاويل.. كان يتقصى الحقيقة.. ويسفه من الغيبة والنميمة.. نبضات قلبه احاسيس شعبه.. ونبرات صوته هموم امته.. فأي رجل هذا هو.. إنه من تخلى عن القاب العظمة والفخامة.. ليكون خادماً لدينه ووطنه.. انه فهد بن عبدالعزيز.. خادم الحرمين الشريفين.. رحمه الله رحمة الأبرار.. واسكنه فسيح الجنان.. وعزاؤنا الى قيادتنا.. والى الأسرة الحاكمة جميعها.. والى الشعب السعودي.. والى الأمة العربية والإسلامية قاطبة.. بل والى العالم اجمع.. في هذا المصاب الجلل.. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.